ان السعودية وفي الماضي القريب كانت تركز نشاطاتها على تبليغ عقائد الوهابية، ومن هذا المنطلق فانها كانت قد ادرجت على جدول اعمالها دعم وتمويل المدارس الوهابية في باكستان، انشاء المساجد في اوروبا ودعم المبلغين الوهابيين في مناطق من ايران وغيرها من الامور الاخرى.
ولكن خلال السنوات الاخيرة اضيف عنصر آخر الى الاجراءات التي تقوم بها السعودية خارج حدودها وهو القيام عنصر العمليات العسكرية، وفي هذا الاطار فقد قام السلفيون المتطرفون الذين يجري ترشيدهم من قبل حكومة الرياض باعمال ارهابية كثيرة خلال السنوات الاخيرة في العراق ولبنان وافغانستان وسوريا وباكستان وايران.
فعلى سبيل المثال ان عبد المالك ريغي الذي كان يتزعم ما تسمى مجموعة"جند الله" وقتل وذبح عشرات المدنيين الابرياء، هو احد عملاء السعودية في ايران، وقد جرى اعتقاله في عمليات جوية نوعية ليواجه عقابه.
الفائز الاكبر من توتر العلاقات الخارجية الايرانية في منطقة الخليج الفارسي هي السعودية. فهي تستفيد سياسيا واقتصاديا من تازم العلاقات الدولية مع ايران. وعلى سبيل المثال ايضا فان السعودية كانت من الدول الناشطة في فرض الحظر على ايران من خلال طمأنة الزبائن النفطيين بتلبية حاجتهم من النفط باسعار مناسبة.
وخلال الاونة الاخيرة ايضا فقد اعربت السعودية عن استيائها حيال اي انفراجة في العلاقات بين ايران وامريكا مهددة بان اي تقارب ايراني امريكي سيؤدي الى ان تفقد واشنطن حلفائها الاقليميين. الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودية تركي الفيصل ادلى بتصريحات مماثلة حيث حذر من اي تحسن للعلاقات بين ايران والغرب وقال مهما تحصل من مستجدات فاننا لن نترك البحرين لايران .
وفي مثل هذه الظروف تنفذ جريمة ارهابية في جنوب شرق ايران يستشهد خلالها 14 عنصرا من عناصر حرس الحدود. هذا في حين ان الامن كان مستتبا في محافظة سيستان وبلوشستان وان المناخ العام لهذه المنطقة التي ادلت باعلى نسبة تصويت لصالح الرئيس روحاني لم تكن مهيئة لمثل هذه الجريمة الارهابية. لذلك فان المؤشرات على تورط السعودية في هذه الجريمة الارهابية بسبب استيائها من السياسية الخارجية لحكومة روحاني امر واضح لاسيما وان المتورطين في الجريمة هربوا الى الاراضي الباكستانية بعد ارتكاب جريمتهم، اي انتقلوا الى معسكر السلفيين السعوديين وعاصمة الارهابيين المدعومين من قبل السعودية.
ان السعوديين يشعرون بالقلق حيال تحسن العلاقات الخارجية الايرانية ولذلك فانهم يحاولون توجيه رسالة الى ايران مفادها بان هذا التوجه سيكون مكلفا جدا، لاسيما وان الرياض تخوض صراعا سياسيا وعسكريا مع طهران في عدد من الدول الاقليمية مثل سوريا والعراق ولبنان والبحرين، ولا تريد ابدا بان تزيد قوة منافستها عما هي عليه في الوقت الراهن.