وقال مدير المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار ابودياب في مقابلة خاصة لقناتنا : في المبدأ فإن كل جهاز تجسس مهمته هي الحصول على معلومات وتقنيات جديدة ، لكن هذه المرة السيد سنودن وقبل لجوءه الى روسيا سرب الكثير من المعطيات التي بينت عبر ما نشرته صحيفة اللوموند الفرنسية عن حجم لا يضاهى من عمليات التجسس.
واضاف ابودياب : الولايات المتحدة سبقت كل الدول الاخرى مثل روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا من ناحية التقنيات بأشواط عديدة ما يتيح لها مراقبة 70 مليون مكالمة في فرنسا وفرز هذه المعلومات عبر قاعدة بيانات والاستفادة منها.
واوضح : ان المشكلة هي في ان ذلك لا يطال فقط السياسيين او التجسس الاقتصادي او مكافحة الارهاب ، بل يطال مواطنين عاديين ، مشيرا الى ان هناك فضيحة حول التنصت على رؤساء دول وقيادات مثل انجيلا ميركل في المانيا والرئيس المكسيكي السابق فيليبه كالديرون ، ورئيسة البرازيل.
واشار ابودياب الى انه فيما يتعلق بإيران هنالك احصاء قيل فيه ان الولايات المتحدة راقبت خلال فترة من الزمن 15 مليار مكالمة وبريد الكتروني ورسالة نصية قصيرة ، ما يعني اننا امام اكتساح وشهية كبيرة للحصول على المعلومات واستخدامها من اجل بلورة استراتيجية معينة للولايات المتحدة الاميركية، حسب قوله.
وتابع مدير المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار ابودياب ان الاوروبيين يقومون ايضا بأعمال من هذا النوع ، معتبرا ان هناك نوعا من التباعد التدريجي بين اوروبا واميركا ، خاصة وان الاستراتيجية الاميركية هي في حالة انكفاء نحو منطقة آسيا - المحيط الهادئ واعطاء هذه المنطقة المهمة جدا في المستقبل العالمي الاولوية.
وشدد ابودياب على الولايات المتحدة وفيما يتعلق بأوروبا تريد استمرار الهيمنة الاقتصادية والامنية والعسكرية بشكل وبآخر عليها، ومن هنا يأتي هذا الاهتمام الامني في ادق التفاصيل في حياة الاوروبيين وتطور مساراتهم السياسية والاقتصادية.
واوضح مدير المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار ابودياب: عندما نرى التنافس الكبير بين ايرباص وبوينغ في صناعة الطيران نفهم عمق التنافس بين الحلفاء ، منوها الى ان الغرب اصبح بعد الحرب العراقية عام 2003 مشتتا ، رغم ان هناك لملمة لتحالفاته ، لكنه اخذ يتباعد لأن هناك مصالح تنافسية يمكن ان تخلط الاوراق في مسائل ومواقف معينة من ازمات دولية.
MKH-24-10:53