وبذلك تكون المحكمة ايدت حكما مماثلا اصدرته محكمة الاستئناف في شباط/فبراير الماضي بحق ابن الذيب.
وكان محمد نجيب النعيمي محامي الدفاع عن الشاعر محمد بن راشد العجمي الملقب بابن الذيب قد وصف محكمة الاستئناف بانها مسيسة ولا تختلف كثيرا عن محكمة الدرجة الأولى لأنها اثبتت المخالفة الا ان الامال التي كان يعقدها على محكمة التمييز لنقض الحكم ايضا ذهبت ادراج الرياح، لينكشف للجميع بان العائلة الحاكمة هي اعلى من القانون ومن اي شيء، وان اي مساس بها وان كان ضمن قصيدة ذنب لا يغتفر.
وكانت هيومن رايتس قد أثارت قضية “ابن الذيب” في أكثر من مناسبة، وذلك عبر رسالة رسمية بعثت بها إلى المدعي العام القطري، طالبته فيها بـ”احترام حرية التعبير وعدم ملاحقة الناس بسبب أرائهم”، غير أن المنظمة لم تتلق رداً رسمياً على رسالتها، ما دفعها إلى إصدار بيان رسمي حول القضية.
وكان ابن الذيب قد أوقف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وتأجلت جلسة الحكم عليه في المحكمة الابتدائية عدة مرات، قبل أن تصدر قرارها بفرض عقوبة السجن المؤبد عليه بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 ومن ثم تم تخفيف الحكم في وقت لاحق الى 15 سنة في محكمة الاستئناف.
وفيما يلي نص القصيدة :
يالوزير الاولـي يامحمـد الغنّوشـي
لو حسبنا سلطتك ماهيـب دستوريّـه
مابكينا بن علـي ولا بكينـا عصـره
نعتبرهـا لحظـة بالعمـر تاريخيـة
دكتاتوريـة نظـام القمـع واستبـداده
اعلنت تونس عليه الثـورة الشعبيـه
ان ذممنا مانـذم الا حقيـر وواطـي
وان مدحنا نمدح بقناعـة شخصيـة
أجج الثورة بـدم الشعـب ياثائرهـا
وانحت انقاذ الشعوب لكل نفسن حيّـه
قلهم في قول من كفنـه يشلّـه كفـه
كل نصرن تستبقه احـداث مأساويـه
آه عقبال البلاد اللي جهـل حاكمهـا
يحسب ان العزّ بالقـوات الامريكيـه
وآه عقبال البلاد اللي شعَبْهـا جايـع
والحكومة تفتخر في طفـرة الماليـه
وآه عقبال البلاد اللي تنـام مواطـن
معك جنسية وتصبح مامعـك جنسيـه
وآه عقبال النظام القمعـي المتـوارث
لا متى وانتم عبيـد النزعـة الذاتيـه
ولا متى والشعب مايدري بقيمة نفسه
هذا ينصـب ذا وراءه كلهـا منسـيه
ليه مايختار حاكم بالبلـد يحكـم لـهيت
خلص من نظام السلطـة الجبريـه
علم اللي مرضيٍ نفسه ومزعل شعبـه
بكره يجلّس بدالـه واحـد بكرسيـه
لا يحَسْب ان الوطن بسمه وبسم عياله
الوطن للشعب وامجاد الوطن شعبيـه
رددوا والصوت واحد للمصير الواحـد
كلنا تونس بوجـه النخبـة القمعيـه
الحكومات العربيـة ومـن يحكمهـا
كلهـم بـلا بـلا استثنـاء حراميـه
السؤال اللي يؤرّق فكـرة المتسائـل
لن يجد اجابته من كم جهـة رسميـه
دامها تستورد من الغرب كل أشيـاءه
ليه ماتستورد القانـون والحريـه