وحسب ما جاء في وكالة انباء آسيا فان علوش ورغم انه ليس القائد العسكري الوحيد الذي تواجد في السعودية في موسم الحج، حيث رصد وجود عدد منهم قد يكون أبرزهم عبدالرزاق طلاس الذي يحتاج إلى التوبة بعد فضيحته الجنسية العلنية، إلا أن علوش سرق الأضواء من الجميع، أو ربما سلطت الأضواء على زيارته الأخيرة إلى المملكة لأن كافة المعطيات والملابسات المحيطة بهذه الزيارة، تشير إلى أنها ستكون بداية مرحلة جديدة في مسيرة علوش ونقطة تحول في بعض مناحي الأزمة السورية، وأن أوامر ومهمات وتوجيهات كان لا بد أن يتلقاها علوش بنفسه من المعنيين بالملف السوري في أروقة الحكم السعودي.
وفي هذا السياق كشفت مصادر لوكالة أنباء آسيا أن زهران علوش التقى بعدد من ضباط المخابرات السعودية في اجتماعات عديدة جرى خلالها تقييم الوضع الميداني في سوريا والإمكانيات المتاحة للتأثير فيه بما يخدم مصلحة المملكة ومواقفها السياسية المعلنة ولاسيما رفضها لعقد مؤتمر جنيف٢ بعد أن فتحت صفقة الكيماوي الأبواب الواسعة لانعقاده بتوافق دولي واضح.
وتشير المصادر إلى أن ضباط المخابرات السعودية وضعوا علوش في أجواء مهمته الجديدة التي تقتضي العمل على عرقلة جنيف٢ من خلال العمل على الأرض ومحاولة استقطاب فصائل جديدة وازنة إلى صفه.
وقد علمت وكالة أنباء آسيا أن خيمة "علوش" في منى تحولت إلى ما يشبه المنتدى لكثرة اللقاءات التي شهدتها هذه الخيمة ولاسيما مع رجال دين ومشائخ ورجال أعمال سعوديين لهم دورهم في تمويل الجماعات المسلحة في سوريا ولاسيما تلك التابعة لعلوش.
ولكن الخطوة الأبرز والتي تشكل التباساً حقيقياً، هي قيام علوش بصحبة أحد المشائخ السعوديين بزيارة مقر إقامة الشيخ السعودي سليمان العلوان المعروف بدعمه للتنظيمات الجهادية وتنظيم القاعدة، والذي صدر مؤخراً بحقه حكم قضائي غير قطعي بالحبس لمدة خمسة عشر عاماً بتهمة دعم التطرف. فلماذا يزور علوش الشيخ العلوان؟ وهل يمكن له أن يقوم بمثل هذه الزيارة لولا أنه مأمور بها من قبل أجهزة المخابرات السعودية لأنه من المستحيل أن يجتمع علوش مع أكثر شخص مغضوب عليه في السعودية دون موافقة من ضباط المخابرات الذين يعمل بهديهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، وأن زيارة العلوان كانت بطلب أو موافقة من ضباط المخابرات السعودية، فإن هذا يستدعي التساؤل عن مغزى الزيارة والسياق الذي يراد استغلالها فيه.
ما تسرب عن اجتماع علوش مع العلوان، يقتصر على أن العلوان تحدث مع علوش كلاماً قاسياً حيث أنكر الشيخ عليه جهمية جماعته، وشدد عليه في ذلك، ودعاه للتحاكم للشريعة، وسأله ..كيف دخلت السعودية وأنت مع الثوار؟! وعن تلقيه الدعم، وما إلى ذلك، وأنكر عليه كلام كعكي، وقال هو جهمي صريح، ومن يقول بمثل ما قال في زمن الحرب فلا شك أنه سيحارب الموحدين".
هناك من يعتقد أن علوش زار العلوان وهو يعرف مسبقاً أنه سيسمع منه هذا الكلام، ولكن مطبخ العلاقات العامة في المخابرات السعودية أراد لمشهد اجتماع علوش مع العلوان أن يعطي علوش مصداقيةً ما أمام بعض الفصائل الجهادية التي يمكن استقطابها إلى طرفه، ما قد يشجعها إلى الانضمام إليه وبالتالي ضمان أنها أصبحت تحت السيطرة السعودية. ولكنّ تعمد الشيخ العلوان عبر أحد تلامذته تسريب مضمون الاجتماع وخصوصاً كلامه القاسي مع علوش قد يكون أفشل هذا المسعى، ووضع علوش في موضع شديد الإحراج.