وشهد شارع البديع الرئيسي في العاصمة المنامة حشودا كبيرة من المتظاهرين الذين طالبوا باسقاط الحكومة وتغيير النظام. وكانت المعارضة دعت إلى المشاركة في "التظاهرة الكبرى" اليوم الجمعة احتجاجاً على اعتقال القيادي في جمعية الوفاق خليل المرزوق. وشارك في المسيرة عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم والعلامة الغريفي الى جانب حشود البحرينيين في هذه التظاهرة الجماهيرية الكبرى تحت عنوان 'نفسي فداء وطني'. من جهته، قال عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم خلال خطبة الجمعة في مسجد الامام الصادق عليه السلام في الدراز عن التظاهرة الكبرى التي دعت إليها قوى المعارضة، إن عيون السلطة والدول وشعوب الأرض والمنظمات تطلع إلى المسيرة في حجم عددها ونوع المشاركين فيها وحقانية واعتدال شعاراتها ودرجة سلميتها وعلاقنيتها وتوحد مطروحاتها ومدى انضباطها وما نوع المشاركين فيها وما يظهر من جديتها وتراخيها في مطالبها. واضاف الشيخ قاسم أن الحراك الشعبي مستمر برموزه وعلمائه رغم العقوبات والتنكيل والبطش والارهاب الذي تمارسه الحكومة ويأبى لهذا الوطن العزيز أن ينزلق في منزلق الفتنة العامة والعنف والارهاب المتبادل وأن يساجل الحكومة في عنفها. وتوقف الشیخ قاسم عند التهديد بحل المجلس الاسلامي العلمائي، متسائلا: هل يظن ظان أن المئات من علماء الدين وطلابه في البحرين ستقبرهم بيوتهم؟ ويخلدون إلى غرف النوم؟ لينسوا واجبهم الديني في تعليم الدين وتبليغه ونشره والدعوة إليه وتبصير المجتمع بتعاليمه؟ هل سيقبلون أن يخسروا كل ما درسوا؟ أن يخسروا علاقتهم بالله؟ أن ينفضوا يدهم من يد ربهم سبحانه وتعالى؟ وتابع: أي حراك في الانضباط والعقلانية والسلمية مثل السياسي في البحرين، الرموز السياسيون المحكومون بالسجن لمدد تستوعب العمر أو طائفة عظمى منه لا زالوا يدعون الشعب من سجونهم للسلمية، خليل المرزوق من داخل زنزانته يدعو شعبه للسلمية، العلماء يدعون للسلمية، الجمعيات السياسية المعارضة تدعو للسلمية، ذلك رغم ما واجهت به السلطة هذا الحراك وطيلة ما مكثه لحد الآن من عمره وقد تجاوز السنتين والنصف من عنف وشدة وقسوة وتنكيل وعقوبات جماعية جمعت بين ما هو الجسدي والنفسي والمالي، ونالت من الأعراض والعقيدة والمقدس مما على الأرض وفي النفوس. واکد ان هذا الشعب لا يتطلع إلى أي تدخلات خارجية تضر بأمن هذا الوطن، وأي من مكونات وجوده، ونرفض أن تكون البحرين ساحة من ساحات الحرب ونزيف الدم. هذا وقالت وزارة الداخلية البحرينية إن صدامات وقعت ليل أمس الخميس بين قوات الأمن ومتظاهرين في قرية شهركان. ووفقاً للوكالة الفرنسية فقد جرت الصدامات بعد تظاهرة خرجت في القرية للمطالبة بالافراج عن معتقلين زُجوا في سجون النظام، تصدى لها قوات بالأمن باطلاق قنابل الغاز السامة. يُشار إلى أن الحراك الشعبي في البحرين مستمر منذ 14 شباط/ فبراير 2013، بأسلوب سلمي، إلا أن رصاص الأمن أردى أكثر من 100 شهيد إما على خلفية المشاركة في تظاهرات سلمية أو تحت وطأة التعذيب في السجون، وفي بعض الحالات جراء إطلاق قنابل الغاز السامة على البيوت الآمنة.