وقال العميد محمد عباس في تصريح لقناة العالم اليوم الخميس: ان الاعلام السعودي والقطري والتركي واعلام المعارضة السورية المسلحة قد دأب الحديث عن ان النظام السوري قد قربت نهايته وان الضربة ستطيح بهذا النظام، رغم ما قاله الرئيس الاميركي ان التدخل في سوريا لا يهدف الى اسقاط النظام، ولكن الحلفاء راهنوا على اسقاطه، حسب خطط وسيناريوهات وضعوها بعد الضربة، من قبيل تحرك قوات ميدانية على الارض لتهاجم العاصمة دمشق من جهة الحدود الاردنية، مشيراً الى ان الحلفاء لم يصدقوا ان هناك تسوية وان الاقتراح الروسي بموضوع تسليم السلاح الكيمياوي سينجح، لان اجتماع وزراء الخارجية العرب للدول الخليجية حصل في اليوم التالي للاقتراح الروسي وهم كانوا خارج السياق، حيث كانوا يقولون ان الحرب واقعة لا محالة.
واضاف العميد عباس، ان حلفاء واشنطن كانوا لايزالون يراهنون على الحرب ضد سوريا ويدعمونها، ولم يكونوا يقرأوا الواقع او لم يكن يريدوا ان يرون الواقع كما هو، وكانوا يرغبون بضربة عسكرية شاملة لاسقاط النظام السوري.
واوضح، ان زعماء المعارضة السورية في الخارج تحدثوا ان الضربة ستطيح بالنظام ووصل بهم الامر حداً الى انهم رسموا سيناريوهات لسوريا المستقبل بعد هذه الضربة، ثم فوجئوا بان الاقتراح الروسي استجابت له الولايات المتحدة فاصيبوا باحباط لم يستفيقوا منه الى اليوم.
واشار الخبير العسكري والاستراتيجي الى تداول وسائل الاعلام للانباء عن تزويد واشنطن اسلحة فتاكة للجماعات المسلحة في سوريا في هذا الوقت بالذات، وقال ان الحديث عن السلاح كان مجرد اعلامياً، لان الولايات المتحدة عندما اصيب حلفاؤها بالصدمة لعدم تدخلها، ارادت ان تقدم تعويضاً للمعارضة المسلحة وللدول الداعمة، بعدما روجت وأوعزت لهم ان الضربة حاصلة فليتحضروا للمرحلة القادمة.
وقال العميد عباس، ان الولايات المتحدة ترغب عبر تزويد المسلحين بأسلحة فتاكة من شأنه احداث توازن في المواجهة بين هؤلاء والجيش السوري، معتبراً هذا الامر بالغير صحيح، ولن يكون له اي تداعيات، لان المعارضة لاينقصها السلاح، وتمتلك كل ما تحتاج اليه من السلاح لخوض حرب عصابات مع النظام، مشيراً الى ان المعارضة المسلحة حصلت على اسلحة نوعية سواء من المسيطر عليه من الجيش، او من التي زودتها بها الدول الخليجية، ولكن ما ينقص المعارضة هو فقدان اي تأييد شعبي داخلي في سوريا او خارجي وخاصة شعوب الدول المعارضة للتدخل الاميركي.
واكد، ان الانظمة الداعمة للمعارضة المسلحة، تشعر بخيبة امل كبيرة، لان هذه المعارضة تتقاتل فيما بينها ومتصادمة ومتنوعة الاتجاهات ولم تقدم اي نموذج، وكل المناطق التي استولت عليها دمرتها وحولتها الى صحراء قاحلة.
وقال عباس: ان الولايات المتحدة قد تم استدراجها من خلال لوبيات الضغط سواء من "اللوبي الصهيوني او اللوبي العربي"، عبر طرح خطوط حمر، ثم قيام بعض المتنفذين في الادارة الاميركية كالصقور في الحزب الجمهوري الذين يرغبون في الحرب بتقديم معلومات من خلال ادواتهم عن استخدام السلاح الكيمياوي من قبل النظام السوري، وحشروا اوباما في الزاوية، رغم ان كل المعطيات كانت تشير الى صعوبة حصول مثل هذه الحرب، لان اي حرب تريد اجماع دولي وداخلي، اضافة الى تهرب اوروبي من التدخل العسكري عبر القول انها لن تذهب الحرب اذا لم تذهب اميركا.
واوضح الخبير الاستراتيجي، ان اوباما صعد الشجرة وكان يريد من ينزله عنها، وكان موضوع المبادرة الروسية بمثابة انزاله عن تلك الشجرة، ورأى ان الولايات المتحدة لم يعد لها المبرر للتدخل عسكرياً في سوريا، لافتاً الى ان اوباما كان غير راغب في نهاية ولايته على ان يقدم على اي خطوة لن تحوز على تأييد خارجي وداخلي.
9/12- tok