ويعلق السكان شرائط حريرية بيضاء حدادا على ضحايا الحرب، ويبتهلون الى الله ان ينصر الجيش السوري على المسلحین التكفيريين.
صور "الشهداء" الذين قتلوا في الحرب المستمرة منذ 29 شهرا بين الجيش السوري والجماعات المسلحة ومن بينهم مسلحي جبهة النصرة الارهابیة، تملأ الشوارع.
كما تملأ صور الرئيس السوري بشار الاسد ارجاء المنطقة بما فيها مرمريتا التي كانت في يوم من الأيام منتجعا صيفيا يعج بالحياة قرب قلعة الحصن الاثرية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ويعيش نحو 50 الف مسيحي حاليا في وادي النصارى حيث شكلوا لجانا شعبية لحماية أنفسهم من هجمات التكفيريين ومسلحي المعارضة.
وفي 15 اب/اغسطس هاجم مسلحون للمعارضة كانوا يتنقلون من قرية الحصن التي تقع فيها القلعة، حواجز تابعة للجان الشعبية ما ادى الى مقتل 11 شخصا هم خمسة من عناصر اللجان المحلية وستة مدنيين.
وكان جاك سعدي من بين القتلى.
تقول والدته التي ترتدي السواد والدموع تنهمر من عينيها "كان جاك يدافع عنا ضد الذين يريدون ان يلحقوا بنا الاذى .. لقد مات ولدي شهيدا".
وتجلس والدة جاك تحت صورة ضخمة للشاب وهو يرتدي الزي العسكري امام العلم السوري.
اما عيسى سعدي والد جاك فيقول ان موت ابنه لن يجبره على مغادرة قريته رغم انها تستهدف مرارا بهجمات مسلحي المعارضة.
ويضيف "سابقى هنا واختبئ في حفرة اذا اضطر الامر، ولكن في منزلي. بارك الله في بشار والله ينصر الحكومة".
وتوافق على ذلك ابنته مارتا (40 عاما).
وتقول مارتا وهي ترتدي الاسود حدادا على شقيقها "ادعو الحكومة الى ارسال القوات لحمايتنا من المسلحين الذين يغتالون اطفالنا وشبابنا".
اما عيسى يازجي الذي قتل ابنه سومر في هجوم 15 اب/اغسطس فيقول ان معظم السكان فروا من بلدة الحصن التي اصبحت الان في ايدي الجهاديين".
ويضيف "الجماعات المتطرفة تهددنا ونحن نحاول طردها".
ويشكل المسيحيون مايقارب 5% من سكان سوريا، وتقول والدة سومر يازجي "جاءت جبهة النصرة وقطعت طرقات. انهم مخيفون .. لقد قتل العديد من شبابنا. كفى! نريد الجيش ليحمينا".
اما زوجها فقد اكد ان "التكفيريين الذين يسمون أنفسهم بالجهاديين .. يهددون بالاستيلاء على الوادي".
واشتكى سكان اخرون من ان الشارع الرئيسي في مرمريتا يتعرض لنيران مسلحي المعارضة المختبيئن في الحصن. وقال احدهم ان المسلحين "يفتحون النار علينا عندما نسير في الشارع".