وهذه هي رواية مراسلتنا فاطمة عواضة من القصير : لا مكان للحياة هنا، فالركام ينبئ ألا شيئ خلفته المجموعات المسلحة وراءها في القصير، لكن من وسط "اللا حياة" تبدأ قصة "ابو ايليان".
رجل ثمانيني حكى كل قصة القصير عندما ابى ان يترك منزله طيلة سنتين، وصمد امام من لم يرحمه رجلا كبيرا، ليخبر العالم عن مدينة عاث فيها المسلحون خرابا ودمارا وفسادا حتى الرمق الاخير.
وقال ابو ايليان لمراسلتنا : نحن عشنا ظروفا صعبة، وعانينا فيها التفرقة والتهديد والقتل والشتم للدولة وهذا وذاك، واخذوا الاولاد وذبحوهم ويتموا الاطفال، هذا يهددنا وذاك يقول انتم مسيحيون ويجب ذبحكم، حتى الاولاد الصغار.
ويتذكر الرجل كل شيئ ومعه زوجته زهرة التي بقيت بجواره معينة له، واحتفظت بما يسد رمقهما معا، لأن من كان يجاورهم كان بالسلاح فقط، حيث شهدت السيدة الستينية تدمير المسلحين بيتهم، فاختارت سقف غرفة هي كل ما بقي لها لتلزمها خوفا على حياتها وحياة زوجها.
وقالت لمراسلتنا : كلما سمعت صوت الرصاص والقصف قلت انني سأموت الان وليس معي احد، مشيدة بالجيش السوري الذي اخرج المسلحين من القصير.
اما ايليان الابنة القادمة من غربة سنوات شاء القدر ان تلقى اهلها احياء بعد ان غابت اخبارهم عنها 8 اشهر.
وقالت لمراسلتنا : لقيتهم طيبين وبخير، وهذا اهم شيئ، وحفظ الله لنا الجيش العربي السوري وكل من ساعد الجيش السوري وساعد سوريا ، معربة عن املها في ان تخرج سوريا من ازمتها باسرع ما يمكن.
ولا تنتهي القصص بالتأكيد ، فسوريا التي تواجه حربا للقضاء عليها، تفخر بقصص لا نهاية لها بالتأكيد.
MKH-15-12:03