وفي خطوة تنذر بتداعيات على وحدة المجتمع التركي ، سعى أردوغان لحرف مسار الحراك الشعبي عن مواضعه بدعوة أنصاره للتظاهر ضد المحتجين الذي وصفهم بالرعاع ، ما قد يقفل أبواب الحوار مع المتظاهرين ويدخل البلاد في الفتنة .
وقد زاد في طين الاحتجاجات بلة استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين ضد حكومة أردوغان في مختلف ميادين المدن الكبيرة.
ولا سيما في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول الذي إنطلقت من الاحتجاجات قبل تسعة ايام احتجاجا على تغيير معالمه الحالية من خلال بناء مجمع تجاري وثكنة عثمانية ونزع أشجار وإزالة منتزهه الذي يحاكي في ثقافة الأتراك ميدان هايد بارك في العاصمة البريطانية لندن .
قادة الحراك الشعبي في ميدان تقسيم أصدروا يوم السبت بيانا ً جددوا فيه مطالبهم التي رفعوها لنائب رئيس الوزراء بولنت أرنيتش وسط معلومات عن رفض الحكومة التراجع عن مخططها ولا سيما إطلاق اسم السلطان سليم على الجسر الثالث فوق مضيق البوسفور مع ما يشكله ذلك من تحد للعلويين والأكراد الذي عانوا الأمرين من ظلمه لهم .
ولعل الأخطر في مسار الأحداث إجتماع اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان وإتخاذه قرارا ً بإقامة مهرجانين كبيرين في الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الجاري في كل من أنقرة واسطنبول على التوالي ما يشير الى إنقسام عامودي بدأ يتشكل داخل المجتمع التركي .