وافاد موقع "ميدل ايست أونلاين" الاربعاء ان آل الشيخ قال في تصريحات لوسائل الإعلام بعد تدشين أمير منطقة الرياض الإثنين لدورات تفعيل دور عضو الهيئة في تعزيز الأمن الفكري: "إن من يستخدم 'تويتر' خسر الدنيا والآخرة"، لافتا إلى أن "تويتر" أصبح سبورة من لا سبورة له".
ويشير تصريح آل الشيخ، الذي يبدو متماهيا مع الموقف الرسمي للسلطات السعودية في هذا الشأن، إلى مخاوف دوائر النفوذ الديني والسياسي في المملكة من تزايد ارتياد السعوديين وبأعداد هائلة لمواقع التواصل، ويأخذ هذا الخوف منحيين متناقضين كما يبدو، حيث تريد السلطات الدينية والسياسية في المملكة أن يكون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "تويتر" بلا إفراط ولا تفريط، كما تلمّح إلى ذلك تصريحات آل الشيخ.
ويقول محللون سعوديون إن السلطات في بلادهم تعمل بالاشتراك مع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعرف أيضا بالشرطة الدينية، على محاولة مسك عصا التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي من وسطها، فهي تحارب استخدامها لأن تصبح أداة لنشر الأفكار المتشددة والتي تجد رواجا كبيرا بين فئات عديدة من المجتمع السعودي الرافضة لأي توجه تشتم منه رائحة انفتاح ولو نسبي في بعض القضايا الاجتماعية التي لازال من المحرمات، منها ما يتعلق اساسا بحرية المرأة، المشكل الذي ما يزال يستعصي على الحل إلى حد الساعة.
وفي جرأة نادرة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي السعودية، مؤخرا خبرا عن "تورط أمير" في قضية فتاة عثر عليها مؤخرا ملقاة في أحد الشوارع الواقعة في حي السامر شرق محافظة جدة، ما دفع الأمير بنفي صحة الخبر إلى التهديد بمقاضاة كل من زج اسمه وأساء له واتهمه فيها.
وقال آل الشيخ إن "الغرض من الهجوم على البلاد (عبر شبكات التواصل الاجتماعي)،إيجاد الاضطرابات الموجودة في الدول المجاورة والتي يحدث بها الآن إزهاق للأنفس وانتهاك للأعراض وتدمير للأملاك وتشتيت للأسر"، في تعبير صريح ونادر على رفض المملكة لإفرازات الاحتجاجات في "دول الربيع العربي".
وقال آل الشيخ الإثنين "لقد قام الأعداء باستخدام كافة وسائل التدمير إضافة إلى التغرير والتشكيك وزرع بذور الفتنة والفرقة، ومحاولة التشكيك في علمائنا وولاة الأمر".
والأسبوع الماضي، وجه آل الشيخ، انتقادات لاذعة لفئة لم يسمها، متهما إياها بانها "تريد أن يبقى جهاز الهيئة يدا باطشة ومتسلطة على منهج أبي لهب أو جهيمان"، مشيرا إلى أن الملك السعودي عبدالله أوصاه بأن يحافظ موظفو الهيئة على "ثوابت الإسلام، وأن يلتزموا بحقوق المواطنين، وأن يكونوا مثالا في حسن التعامل."
وفي يناير/كانون الثاني عين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشيخ عبداللطيف آل الشيخ؛ رئيسا عاما لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برتبة وزير، خلفا الشيخ عبدالعزيز الحميّن.
وقيل في ذلك الوقت، ان إعفاء الحميّن جاء بعد تكاثر شكاوى عدد كبير من السعوديين من تشدد الهيئة، في استعمال سلطاتها في المجتمع ما ضيق على حريات مضيق عليها أصلا.