ان هذه الخطوة الجبانة ادمت قلوب المسلمين في كل مكان وارتفعت اصوات العلماء بالاستنكار والاستهجان والغضب لان هذه القضية تتعلق بصحابي جليل شارك رسول الله في بعض غزواته ولا تتوقف على طائفة او مذهب خاص.
ولا عجب من ممارسات هؤلاء الارهابيين الجهلة الذين اثبتوا عداءهم للرسول ولآل بيته وصحابته، لكن العجب العجاب من موقف بعض الجماعات الاسلامية التي لازالت تعتبر هؤلاء الضالين الذين اثبتوا عمليا عداءهم للاسلام ورموزه بانهم يقودون ثورة لاسقاط النظام السوري ومن اجل احلال الديموقراطية و الحرية في سوريا!!
فالسؤال المثير والمحير الذي يطرح نفسه في هذا المجال ما علاقة الثورة بهدم اضرحة اهل البيت والصحابة الكرام.. ان هذه الافعال الشنيعة التي تذهب الى حد نبش قبر صحابي جليل، تثبت هوية فاعليها وانتماءاتهم وارتباطاتهم المريبة بالدوائر الاميركية والصهيونية لاستهداف الامة الاسلامية واشعال الفتن فيها وهذا يؤكد ان هذه الفئة الضالة هي حلقة من حلقات التآمر الذي يستهدف حاضر الامة ومستقبلها وتدمير كل ما هو حضاري واسلامي وانساني، وهذا ليس اتهاما، لان الذي صنعوه بايديهم الآثمة في وضح النهار ونقلوه على المواقع الالكترونية بكل صلافة ووقاحة يدلل وبما لا يقبل الشك ان هؤلاء الضالين من اتباع الفرقة الوهابية الحاقدين على رسول الله ومن تبعه، لا دين ولاقيم ولاشرف ولااخلاق لهم وهم ابعد ما يكونون عن الانسانية وكما قال الامام الحسين (ع): "ان لم يكن لكم دين وكنتم عرباً كما تزعمون فكونوا احرارا في دنياكم". فيا اشباه الرجال ولارجال أما استحییتم من حرمة رسول الله، ان تنبشوا قبر احد صحابته الخلص الذی کان مثال الكرم والاباء؟.
ان مثل هذه الاساءات الخطيرة والمدانة في كل القيم والاعراف والاديان لرموز الاسلام وائمته بدأت من الوهابيين في نجد عندما غزوا كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ثم تبعهم الصهاينة لهدم مقام سيدنا ابراهيم الخليل ثم فعلها الخبثاء من طينتهم في العراق بهدم مقام الامامين العسكريين في سامراء.
ان هذه الجريمة اثبتت ان هؤلاء الاشرار لا يتورعون عن فعل أي شيئ مهما كان منكرا، حتى ان كان تمزيق الامة الاسلامية باستخدام سلاح الفتنة الطائفية و هو امضى سلاح استخدمه المشروع الصهيوني الاميركي لتمزيق الامة.
واضح ان استمرار مثل هذه الاساءات الخطيرة التي تقف خلفها الدوائر الاستعمارية والدول الدائرة في فلكها من سعوديين وقطريين قد تدفع بالامة لعواقب كارثية لا تحمد عقباها لذلك يتطلب من الجميع اتخاذ مواقف اكثر حزما ومسؤولية لوقف تداعياتها الخطيرة جدا والتي قد تتطور مستقبلا الی التطاول على قبر الرسول الاعظم (ص) في المدينة المنورة وهذا ما تبغي الوهابية الوصول اليه بعد تدمير مراقد الائمة والصحابة في كل مكان من بلاد الحرمین الشریفین وهذا ما نشهده حاليا في سوريا وليبيا ومصر وتونس ومالي وغيرها.
واليوم تتساءل جماهير امتنا الاسلامية، اين موقف منظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية وامثالها التي ان ظلت على صمتها، فهي تكشف عن نفسها بنفسها، اين تقف من هذا المشروع المدمر للاسلام والشهامة العربیة؟.
* أمیر حسین