والصحابي حجر بن عدي الكندي لا يخص مذهبا من المذاهب الاسلامية ، بل هو صحابي جليل من الواجب ان يحترم من قبل كافة المذاهب الاسلامية وخاصة من قبل المسلحين الذين يسيطرون على منطقة عذرا والذين يدعون بانهم مسلمون ومجاهدون.
فالذين قاموا بهدم ضريحه ونبش قبره ونقل رفاته انما قاموا بهذا العمل الخسيس عن جهل ، لان حجر بن عدي كان صحابيا شارك في العديد من حروب المسلمين .
فشجب هذا العمل البربري هو شجب لانتهاك الحرمات والمقدسات لان المسلحين الذين لا يحترمون صحابيا جليلا ، سوف لن يحترموا الناس العاديين من المسلمين والديانات الاخرى.
فانتهاك حرمات المسلمين جريمة يرتكبها المسلحون الذين أتوا من مختلف البلدان بأمر من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبأموال دول النفط العربي للوقوف في وجه المسلمين واظهار قدرتهم على انتهاك المقدسات.
فالذي لا يعرف من هو الصحابي الجليل حجر بن عدي عليه أن يراجع كتب التاريخ والسيرة ليرى من هو هذا الصحابي وما قام به خلال السنوات الاولى من الدعوة الاسلامية وليدرك اي جريمة ارتكبها هؤلاء المسلحون.
وصفه الحاكم في المستدرك بأنه راهب أصحاب محمد وقد وفد الى النبي (صلى الله عليه وآله) مع أخيه هاني بن عدي وشهد القادسية وفتح مرج عذراء . كان حجر بن عدي فارسا وقائدا في فتح العراق وايران والشام.
قتله معاوية بدون أي حجة إلا لتشيعه لعلي (عليه السلام) ، وبعد أن وقَّع في صلحه مع الإمام الحسن (عليه السلام) أن لايتعقب أحداً من شيعة علي (عليه السلام).
واعترف معاوية بجريمته وقال: «ما قتلت أحداً إلا وأنا أعرف فيمَ قتلتُه وما أردت به ! ما خلا حجر بن عدي ، فإني لا أعرف فيمَ قتلته».(تاريخ دمشق:12/231.
وكان قتله في صفر سنة إحدى وخمسين هجرية: (الطبري:4/187، وتاريخ خليفة بن خياط/160، ومستدرك الحاكم:3/468، ومعارف ابن قتيبة/178).
وقُتل مع حِجْر خمسة من أصحابه ضربت أعناقهم وهم: شريك بن شداد الحضرمي ، وصيفي بن فسيل الشيباني، وقبيصة بن ضبيعة العبسي ، ومحرز بن شهاب السعدي ثم المنقري ، وكدام بن حيان العنزي . أما السابع عبد الرحمن بن حسان العنزي ، فأعاده معاوية إلى زياد بن أبيه ، وأمره أن يدفنه حياً في الكوفة ليرهب به الناس.
وأوصى حجر أن يدفنوه بثيابه ودمائه ، ليخاصم معاوية وهو مضرج بدمه ففي مصنف ابن أبي شيبة:3/139: «قال حجر بن عدي لمن حضره من أهل بيته: لا تَغْسلوا عني دماً ، ولا تُطلقوا عني حديداً ، وادفنوني في ثيابي ، فإني ألتقي أنا ومعاوية على الجادة غداً !». ( ونحوه في تاريخ دمشق:12/225 ، والطبقات: 621: 9).
السكوت على جريمة المسلحين ، هو تشجيع لهم ، للقيام بجرائم مماثلة ، ليبرهنوا للمسلمين أنهم لم يأتوا الى سوريا الا للتخريب والهدم وتدنيس المقدسات وانتهاك الحرمات.
شاكر كسرائي