بالتأكيد لم يصل الوضع الى هذا الحد لولا تمادي اعداء المشروع السياسي العراقي بمخططاتهم, وتواطؤ اصحاب النزعات الفردية باساليبهم الخبيثة , وسط تردد مؤسسات الدولة , وارجائها الحسم أملا بيوم , يكون فيه الحل اكثر سلمية, واقل دموية ,ولكن يبدو ان التصعيد ابى الا ان يقود الاحداث لما هو ادهى وامر, خصوصا في ظل وجود جهل وتعصب يمكن أن يغذي أي محرقة مشتعلة بمئات او بآلاف من الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق!!
التصعيد المحتمل في اي لحظة لا يخيف العراقيين وحدهم بل هو قلق مشروع يخيم على المنطقة التي يمكن اعتبار استقرار العراق حجر زاويتها.
لا بد للدولة من هيبة, ولابد للجيش من قوة ومنعة تمنع الطامعين بالعراق من التحرش به , وقد عمل الارهابيون ومن يقف ورائهم بالاعتداء على هذه الركيزة الاساس في الامن الوطني لجر الجيش الى معركة لا يريدها, ومعركة أخرى غير معركته أملا في ان حلم السياسيين وحرصهم على البلد سيجعل التردد سيد الموقف.
ما حصل في الحويجة قد يتكرر, وعندها سيجد الارهابيون انفسهم وجها لوجه امام حقيقة دائما ما يحاولون نسيانها ,وهي ان حصاد الاعمال من جنس زرعها ومن لا يزرع الا العنف والقتل لن يحصد غيره. التوتر سيد الموقف والقطعات العسكرية ومن يقف معها من ابناء العشائر بانتظار لحظات حاسمة ,والكثير من الاصابع تلمست الزناد, وربما استعدت ولكن القلوب في صدور العراقيين جميعا ترنو الى الغد بأمل, وتتوقع أن يفرج الله كربات هذا البلد ولو احيانا بعمل جراحي يستأصل بعض الوجع الخبيث الذي لابد من استئصاله.
القلوب المفعمة بالأمل تثق ان الله لن يخذل هذا الشعب الطيب في محنته. ولذا ورغم قسوة المحنة الا ان ثقة الناس لازالت راسخة.
*كامل الكناني