وشدد قائد الثورة الاسلامية على ان الصحوة الاسلامية تشكل أولوية للعالم الإسلامي وللعالم قاطبة مضيفا ان ما نشهده اليوم هو خروج الإسلام من الهامش واضطلاعه بدور في المعادلات وهذا هو سبب انزعاج الرجعيين والمستكبرين والتنصل عن الاشارة الى مصطلح الصحوة الإسلامية في خطاباتهم.
وحذر آية الله الخامنئي من المخاطر التي تهدد الصحوة الاسلامية وفي مقدمتها الخلافات الطائفية والمذهبية والقومية التي تعمل أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية على تأجيجها في منطقة تمتد من شرق آسيا حتى شمال أفريقيا وخاصة في المنطقة العربية بدعم من دولارات النفط والساسة المأجورين والأموال التي یمکن استخدامها في تحقيق رفاه خلق الله، تُنفق في التهديد والتكفير والاغتيال والتفجير وإراقة دم المسلمين وإضرام نيران الأحقاد الدفينة.
أولئك الذين يرون في قوة اتحاد المسلمين مانعًا لتطبيق أهدافهم الخبيثة رأوا في إثارة الخلافات داخل الأمة الإسلامية أيسر طريق لتنفيذ أهدافهم الشيطانية، وجعلوا من اختلاف وجهات النظر في الفقه والكلام والتاريخ والحديث، وهو اختلاف طبيعي لا يمكن اجتنابه، ذريعة للتكفير وسفك الدماء والفتنة والفساد.
وكان قائد الثورة يشير الى ما تواجهه المنطقة العربية والاسلامية منذ عامين من تحركات مريبة تهدف بالدرجة الاولى الى ضرب الوحدة الاسلامية وتشتيت الامة وإثارة النعرات الطائفية والحروب بين اتباع المذاهب الاسلامية لالهاء هذه الشعوب عن قضاياهم المصيرية.
وأشار القائد الى أن "أصابع الأعداء واضحة في كل ما يحدث بمنطقتنا" محذراً من أن الأيادي الغادرة للغرب تحاول الاستفادة من الفرقة والضعف في بعض المجتمعات الاسلامية وهو ما يفرض على علماء الدين أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يتعرفوا على مخططات الأعداء.
ولا يخفي على أحد ما يقوم به بعض رجال الدين في العالم العربي والاسلامي بإصدار فتاوى للتغرير بالشباب المسلم وزجه في أتون حروب طائفية لا تسفر الا عن إزهاق ارواح الآلاف من الابرياء وتشريد الملايين من المواطنين العزل خدمة لاعداء الاسلام الذين يخططون للقضاء على قوة المسلمين.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية أن الانشداد بالموائد الملونة بمتاع الدنيا من أكبر الآفات. والتلوث بهبات أصحاب المال والسلطة وعطاياهم، والارتباط المادي بطواغيت الشهوة والقوة من أخطر عوامل الانفصال عن الناس والتفريط بثقتهم ومحبتهم. فالأنانية وحبّ الجاه الذي يجرّ الضعفاء إلى أقطاب القوة يشكّلان أرضية خصبة للتلوث بالفساد والانحراف. مؤكدا على انه في عصر حراك الصحوة الإسلامية وما تبعثه في النفوس من أمل، نشاهد أحيانًا مساعي خدم أمريكا والصهيونية لاصطناع مرجعيات فكرية مشبوهة من ناحية، ومساعي الغارقين في المال ومستنقع الشهوات لجرّ أهل الدين والتقوى إلى موائدهم المسمومة الملوثة من ناحية أخرى. داعيا علماء الدين والرجال المتدينين والمحافظين على الدين أن يراقبوا هذه الأمور بشدة ودقّة.
كما تحدث قائد الثورة الاسلامية عن القضية الفلسطينية معتبرا أن الأمة الإسلامية لم تواجه كارثة ككارثة فلسطين؛ وأنها تعيش كل يوم فاجعة احتلال فلسطين والجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني ، مشدداً على ضرورة الوقوف والتصدي للعدو الصهيوني.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى الملف البحريني وقمع السلطات البحرينية للتحرك الشعبي في هذا البلد وقال إن السلطات البحرينية تعمل من أجل الايحاء بأن التحرك الشعبي في هذا البلد هو تحرك طائفي ؛ مؤكداً أن هناك أكثرية شيعية مظلومة في البحرين حرمت من حقها في تقرير المصير . وفي الشأن السوري أوضح آية الله الخامنئي أن النزاع في سوريا لم يكن شيعياً وسنياً، ولكن الغرب كتب هذا السيناريو للاستفادة منه.
والجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي لعلماء الدين والصحوة الاسلامية يشارك فيه أكثر من ستمئة وثلاثين عالماً ومفكراً من مختلف بلدان العالم، وتعقد اللجان المتخصصة والمكونة من علماء الدين من مختلف المذاهب الإسلامية جلساتها للبحث في آفاق وتحديات الصحوة الإسلامية والمقاومة والمقدسات والفتنة المذهبية والتخويف من الإسلام.
ویشارك في هذا المؤتمر علماء من مختلف الدول والمذاهب يطرحون وجهات نظرهم في جلسات تخصصية. كما يتناول المؤتمر الأزمة السورية حيث يعقد العلماء والمفكرون اجتماعات عامة لمناقشة آخر المستجدات على الساحة السورية.
شاكر كسرائي