فاللقاء الذي تم أخيرا في طهران بين الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وعصام الحداد مساعد الرئيس المصري للعلاقات الخارجية، ومحمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، اللذين يقومان بزيارة لإيران ، أظهر التقارب الذي وصل اليه الجانبان ووجود ارادة صلبة عند الطرفين لتعزيز العلاقات الثنائية ، حيث اكد الرئيس الايراني في هذا اللقاء على أن " إيران ومصر لهما ''أعداء مشترکون لا يريدون الخير والتقدم لشعبي البلدين.. وشدد الرئيس الإيراني على أنه ''ينبغي على طهران والقاهرة أن تكونا معا''.
من جهته ، قال عصام الحداد: إن ''التعاون بين إيران ومصر يمکن له أن يصنع التاريخ من جديد''، مشيرا إلى أن آفاق التعاون بين مصر وإيران مفتوحة ''وليست هناك أي قيود تعترض ارتقاء مستوى العلاقات بين البلدين " .
الكلمات المتبادلة بين الرئيس الايراني وضيفيه المصريين تظهر وجود رغبة مشتركة لدى المسؤولين الايرانيين والمصريين لتعزيز العلاقات الثنائية رغم تصريحات اطراف مصرية لم ترغب في اقامة علاقات بين البلدين .
الايرانيون اظهروا رغبتهم الصادقة في اعادة العلاقات بين البلدين ، فكانت الاتفاقية السياحية التي وقعت بين البلدين والغاء ايران لتاشيرة الدخول للمصريين وقيام سياح ايرانيين بزيارة الاثار التاريخية في مصر، ولكن جهات تدعي بانها اسلامية ، تحركها ايادي خارجية ، استاءت من وجود سياح ايرانيين في مصر وأخذت تنادي بمنع السياح الايرانيين من زيارة مصر ، طارحة شعارات طائفية ممقوتة ، بينما لم تعلن هذه الجهات المشبوهة معارضتها لزيارة سياح اسرائيليين لمصر منذ تولي السادات وبعده مبارك الحكم في مصروحتى وقتنا الحاضر.
الشعب المصري شعب مسلم منفتح على الثقافات الاخرى و يريد التواصل مع الشعوب الاسلامية وخاصة الشعب الايراني، وها هو الرئيس الايراني يعلن رغبة بلاده والشعب الايراني في اقامة افضل العلاقات مع مصروتقوم ايران باستمرار باظهار نيتها الصادقة تجاه مصر والبلدان العربية الاخرى في منطقة الشرق الاوسط.
فإيران تشعر بوجود جهود جبارة للتفريق بين المسلمين وخاصة بين الايرانيين والعرب ، فاسرائيل التي تثير المشاكل للعرب والمسلمين وتهدد يوميا بشن حملات ضد الفلسطينيين و تستأسد على الفلسطينيين وتشن هجمات مستمرة على قطاع غزة ، تدرك جيدا مدى التفكك الذي أصاب العرب والمسلمين بسبب تفرقهم واختلافهم الذي لا يستفيد منه غير الصهاينة المدعومين من الولايات المتحدة .
التقارب الايراني المصري يظهر بوضوح ان الجانبين يشعران بوجود مخطط معادي لجر المنطقة الى حروب ونزاعات لا يستفيد منها الا الاعداء ، ومن المنتظر ان تحذو الدول العربية في المنطقة حذو مصر في التقارب مع ايران لا الاصغاء الى الاسرائيليين الذين يعملون على اثارة الخلافات وتأزيم العلاقات بين العرب وايران تحت ذرائع مختلفة ومنها الخطرالنووي الايراني من اجل ان ينسى العرب ما لدي اسرائيل من ترسانة نووية كبيرة تهدد بها دول الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية.
شاكر كسرائي