صحيفة "حمايت": معرفة المكان والموعد في اضطرابات العراق
تتحدث صحيفة "حمايت" في افتتاحيتها عن مسألة معرفة الموعد والمكانفي اضرابات العراق، ويذكر كاتب المقال "علي تتماج" ان العراق يواجه اليوم مجموعة من التحديات التي كانت من نتائجها مقتل وجرح العشرات من العراقيين.
وتضيف الافتتاحية، ان هناك في الحقيقة نقطتين مهمتين ينبغي التأمل فيهما في هذا الصدد، الاولى، تزامن اندلاع الاضطرابات مع بدء انتخابات مجالس المحافظات العراقية ونتائجها. وان اجراء هذه الانتخابات ومشاركة نحو 51% من ابناء الشعب العراقي فيها تعد مؤشرا على سعي الشعب لتطبيق الديمقراطية الشعبية في البلاد من دون تدخل اجنبي من جهة، ومن جهة اخرى فان الحكومة العراقية استطاعت ومن دون مشاركة اميركية ان تجري بنجاح مثل هذه الانتخابات الواسعة في البلاد.
ورأى الكاتب ان هذا الامر يعد هزيمة منكرة لاميركا التي كانت تدعي بان الديمقراطية سوف تضمحل في العراق من دون تواجدها هناك، في حين ان تصدر ائتلاف المالكي لنتائج الانتخابات التي اجريت مطلع الاسبوع الماضي، يعتبر مؤشرا واضحا على زيف وكذب الادعاءات بعدم شرعية حكومة رئيس الوزراء "نوري المالكي" وان الشعب العراقي لايزال يؤمن باستمرارها في السلطة.
وتابعت الافتتاحية، انه نظرا لما تقدم، يمكننا ان نقول بان الاضطرابات الاخيرة في العراق جاءت في اطار اخفاء الحقائق السالفة الذكر والتي برزت للسطح بعد جراء الانتخابات ونتائجها في هذا البلد.
واستطردت الصحيفة، بان النقطة الثانية الجديرة بالاهتمام هي اختيار المكان والموقع الجغرافي لتوقيت اندلاع الاضطرابات في العراق. ونلاحظ هذه الايام تشديد الاضطرابات في بعض المناطق المضطربة في العراق والتي كانت تطالب بالانفصال عن العراق منذ وقت سابق، حيث ان اميركا وبدعم بعض الدول العربية بالاضافة الى تركيا، وبالتنسيق مع بعض التيارات العراقية المعارضة داخليا يسعون جميعا الى تنفيذ مشروع تجزئة العراق الى ثلاث مناطق منطقة شيعية واخرى سنية وثالثة كردية.
ونوهت الافتتاحية الى ان الغرب فشل في الاستفادة من طرح العراق كأنموج للديمقراطية الاميركية في المنطقة، وانه في الوقت الراهن يحاول ان يجعل هذا البلد مثالا للتجزئة في المنطقة، وبالتالي يبسط هيمنته على المنطقة ككل، وهذا المشروع يمكن مشاهدته في سوريا ايضا، والتي تاخذ ابعادا جديدة يوما بعد يوم، على الرغم من الغرب يواجه العديد من التحديات لتحقيق اهدافه.