وأعلن السفیر رکن آبادي أن محادثات إیران ومجموعة 5 + 1 حول البرنامج النووي الإیراني مستمرة، موضحاً أنه في الجولة الأخیرة من هذه المحادثات "شهدنا نوعاً من التراجع الغربي".
وأکد أن ایران علی عکس ما کان یتوقع الغرب لم ترضخ للضغوط الاقتصادیة والحصار وتشدید العقوبات.. فها هم وبعد ثمانیة أشهر أتوا وجلسوا الى طاولة المفاوضات ، وسمعوا الموقف نفسه الذي کانوا یسمعونه سابقاً، حيث اكد الجانب الايراني أن هناک طریقین للوصول إلی اتفاق : الأول سهل جداً وهو الإقرار بشکل رسمي بحق إیران بامتلاک الطاقة النوویة السلمیة، ما سیحل الکثیر من الامور، والطریق الآخر یحتاج لزمن لاسترجاع الثقة بین الجانبین، خطوة مقابل خطوة.
وأضاف السفیر رکن آبادي: نحن لا نخرق الاتفاقیات الدولیة والمواثیق وبالتالي، فإن ما یقوله الأمیرکي و"الإسرائیلي" لا یهمّنا، نحن صامدون وثابتون علی موقفنا في ما یتعلق بالملف النووي ولن نتراجع قید أنملة عن حقوقنا المصرح بها في الاتفاقیات الدولیة.
ورداً عن سؤال أجاب: إیران تؤکد أن وضعها الاقتصادي جید، وأنها بغنی عن المساعدات، حیث أنها قامت في الأعوام المنصرمة بتنفیذ العدید من المشاریع من بنی تحتیة في مختلف المناطق، وطرقات، ومشاریع لدعم الاقتصاد المعیشي، وفي المجالات العلمیة والصناعیة والتکنولوجیة والزراعیة، لا سیما زراعة القمح الذي بات من المنتوجات التي تصدر، عدا عن الأقمار الصناعیة، فالجمهوریة الاسلامیة الایرانیة نجحت فی إرسال کائن حي إلی الفضاء وإعادته سالماً إلی الأرض. وتخطط لإرسال الإنسان إلی الفضاء مع حلول عام 2020. وبالتالي فإنها حققت بعد 34 سنة علی انتصار الثورة ما یکفی من التطور والتقدم في کل المجالات، ووصلت الی حالة الاکتفاء الذاتي، وأصحبت دولة مصدرة، بعد ان کانت تستورد کل شیء من الخارج قبل انتصار الثورة، وبات شعبها یتمتع بالمزید من الحریة.
ورداً عن سؤال آخر أوضح السفیر رکن آبادی أن إیران "تقف إلی جانب الشعب السوري الذي في غالبیته یرید الإصلاحات بقیادة الرئیس بشار الأسد، ولیس مع من یقتلون ویقطعون الرؤوس وینکّلون بالجثث، ویقفون وراء خراب هذا البلد ودماره، وإراقة الدماء فیه.. ومثلما نقف إلی جانب الشعوب في فلسطین المحتلة، وتونس، ومصر، والبحرین، نقف إلی جانب الشعب السوري، الذی یرید الإصلاحات بقیادة الرئیس الأسد. وفي المقابل، هناک الولایات المتحدة الأمیرکیة والکیان الصهیوني، ودول غربیة أخری یریدون إسقاط هذه الإرادة الشعبیة في سوریا التي ترید الإصلاحات بقیادة الرئیس السوري.
وأکد أن "سوریا وبعد سنتین من أزمتها، أثبتت أنها أکثر تماسکاً وتضامناً وتکاتفاً، وما نشهده علی أرض المیدان لجهة تفوقها شعباً وحکومة ومقاومة، في وجه المجموعات الإرهابیة، أکبر دلیل علی قوتها". مشدداً علی ما أعلنته إیران منذ بدایة الأزمة السوریة بأن "الحل في سوریا لا یمکن إلا أن یکون سیاسیاً وداخلیاً من دون أي تدخل خارجي"، موضحاً أنه من هذا المنطلق طرحت إیران مبادرتها في شأن الأزمة السوریة. ومشیراً إلی ˈأن العدید من الأطراف الدولیة باتت أکثر اقتناعاً بالحل السیاسي، وأن الاشتباکات العسکریة وصلت إلی طریق مسدود ولم یعد أي جدوی منها .
وأضاف: إنه خلال الاجتماعات الدولیة التي عقدت في أکثر من مکان في العالم، جری التأکید خلالها علی أهمیة الحل السیاسي ووقف العنف، وأثناء اللقاءات التي عقدتها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مع الأطراف الدولیة، لم نجد أحداً یتحدث عن جدوی الاشتباکات العسکریة، فالکل یبحث عن الحل السیاسي.. وأمام ذلک من المتوقع أن یحصل خلال شهر حزیران، (موعد القمة الرئاسیة الروسیة - الأمیرکیة) خرق ما اتجاه الحل السلمی، شرط أن تأخد الحقائق الموجودة علی الأرض في الاعتبار، وإلا فإن الغرب سیخسر مجدداً، لا سیما أن الوقائع علی الأرض هي لصالح الدولة السوریة".
ورفض السفیر رکن آبادي مقولة وزیر الخارجیة الأمیرکي جون کیري بوجوب عدم ترشح الرئیس بشار الأسد للانتخابات الرئاسیة، وقال: ˈإن الشعب السوري هو الذي یقرر بشأن حکومته ورئیسه، ونحن قلنا إننا مع الذي تقرره صنادیق الاقتراع السوریة في الانتخابات، لکننا نستغرب موقف البلد الأکثر دیمقراطیة في العالم (أمیرکا) کما یدّعي، في وجوب عدم ترشح الرئیس الاسد لانتخابات 2014 الرئاسیة، فهذا الموقف تحت أی بند من بنود الدیمقراطیة في العالم یوضع؟ ولماذا الخوف من القرار الشعبي، هذا السؤال یوجّه إلی الولایات المتحدة.
وأشار إلی أن لبنان تأثر بالأزمة السوریة، داعیاً "الجمیع إلی التعاطي بایجابیة، وعدم التدخل في شؤون سوریا الداخلیة، واتخاذ السبل الآیلة لعدم تأثیر الأزمة السوریة سلباً، کما ندعو کل الدول الواقعة في هذه المنطقة إلی التضامن والتکاتف لحل المشاکل في محیطهاˈ.
ورداً عن سؤال عن "توافق ایراني سعودي" حول مسار تشکیل الحکومة اللبنانیة أکد السفیر رکن آبادي أن "طهران لا تتدخل في الشؤون الداخلیة لأي بلد، بل ترکز علی معاییر أساسیة کتعزیز الوحدة الوطنیة والاستقرار واستتباب الأمن ودعم المقاومة من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائیليˈ.