وفي قراءة متأنية يبدو للملأ أن خيار الشعب العراقي دونه عقبات في منطقة يغلب على بعض دولها حكم العائلات بالوراثة ، ما وضع العراق المجاور لتلك الدول ، في مواجهة سياسية مع بعضها كونه يؤثر فيها ويتأثر بها ، فلم تأل تلك الدول جهدا ً لعرقلة العملية السياسية فيه ، وبث الإنقسامات الطائفية والعرقية بين مكوناته، لتحويل التنوع العرقي من عامل تمازج ثقافي إيجابي الى عامل انقسام سلبي إعتقادا ً منها بأنها قادرة على منع التحولات الديمقراطية من أن تصل إليها بما يهدد مصالحها وإمتيازاتها .
ومن أجل ذلك تتولى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين الذين هزموا في العراق وخرجوا منه خلو الوفاض أدوارا ً رئيسة في منع إستقرار العراق من خلال تجميع بقايا النظام البائد ، واستجلاب جماعات تنظيم القاعدة الارهابي التكفيرية من مختلف دول العالم ، ومدهم بالمال والسلاح للقيام بأعمال التخريب والتفجير والقتل بغية تدمير العراق والحؤول دون توظيف إمكاناته المادية والعلمية الكبيرة في التنمية الداخلية و نصرة قضايا الأمة الخارجية.
هذا ويشير المراقبون الى أن حكام دول الخليج الفارسي العربية يأتون في رأس الجهات التي ترعى الإرهاب في العراق كونها أكثر الدول عرضة لرياح التغيير ، بدليل ما يجري من ثورة في البحرين وحراك شعبي في السعودية ، واعتقالات وقمع للحريات في دول أخرى تحوطا ً من إنتقال رياح الديمقراطية التي تفقد حكامها سلطاتهم المطلقة .
فماذا عن تأثير الديمقراطية العراقية على دول المنطقة ؟