وقال اولئك المسؤولون الكبار ان المحادثات التي يجريها كيري وبخاصة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومع عباس، لم تنضج برغم ارادة كيري الصادقة تقديم التفاوض قدما. وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى مشارك في المحادثات إن 'الفلسطينيين أوضحوا ان تجديد المحادثات كله يجب ان يقوم على صيغة واضحة في مقدمتها حدود الدولة الفلسطينية والافراج عن الأسرى. وما لم توجد موافقة اسرائيلية على هذا الشأن فلن يمكن الحديث عن محادثات يمكن ان تفضي الى تسوية'.
وقال ان التفضلات التي تم الحديث عنها ومعظمها في المجال الاقتصادي قد تُحسن الوضع في الضفة الغربية والوضع العام للسلطة الفلسطينية فترة محدودة لا أكثر من ذلك. 'إن القضية الفلسطينية قبل كل شيء سياسية لا اقتصادية وقد طلب كيري مهلة شهرين ليدفع قدما باجراءات ومن الواضح انه ما زال في بداية الطريق'، قال.
يمكث عباس في الدوحة عاصمة قطر حيث لقي هناك اعضاء لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام وأبلغهم تفصيلات محادثاته مع كيري. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية ان عباس تحدث ظهر الى كيري هاتفيا وحصل منه على إبلاغ بمحادثاته مع نتنياهو. وسيصل الى واشنطن نهاية الشهر وفد وزاري من الجامعة العربية للقاء مسؤولين كبار في الادارة الامريكية في محاولة للدفع قدما بمبادرة السلام العربية باعتبارها أساسا لحل الصراع.
في زيارة كيري الثانية التي انتهت الثلاثاء، استجاب نتنياهو لطلبه ووافق على تفضل على الفلسطينيين على هيئة الدفع قدما بمشروعات اقتصادية في المنطقة ج التي تسيطر عليها اسرائيل سيطرة كاملة، وقد امتنعت اسرائيل عن الموافقة عليها فترة طويلة.
لم يُقدم كيري تفصيلات عن صورة المشروعات التي تمت الموافقة عليها. وقال مع ذلك ان الحديث عن خطوة تشارك فيها عدة وكالات مساعدة امريكية ومنظمات دولية ومصارف واتحادات اقتصادية من القطاع الخاص. وذكر انه سيكشف في الاسبوع القادم عن تفاصيل الخطة في مؤتمر صحفي في واشنطن.
وذكر موظفون اسرائيليون ان الحديث عن مشروعات في مجال البنى التحتية والزراعة والصناعة. وتوجد الكثرة المطلقة من المشروعات في المنطقة ج التي تبلغ مساحتها نحوا من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية وتعتبر الاحتياطي الرئيس من الارض للدولة الفلسطينية في المستقبل. وتوجد المنطقة ج اليوم تحت سيطرة اسرائيل الامنية والمدنية الكاملة. وقد رفضت اسرائيل في السنوات الاخيرة ان توافق فيها على الدفع قدما بمشروعات وصعب على الفلسطينيين ان يدفعوا بالتطوير الاقتصادي قدما فيها.
قال مسؤول اسرائيل رفيع المستوى ان كيري قد كرر عدة مرات قوله إن وقت حل الدولتين أخذ ينفد ولهذا يجب التقدم نحو اتفاق سلام.
وأوضح كيري في مؤتمر صحفي عقده في مطار بن غوريون قبل ان يغادر اسرائيل ان التفضلات والخطوات الاقتصادية ليست بديلا عن التفاوض السياسي لكنها ترمي الى انشاء جو أفضل يُمكن من نجاح المحادثات السياسية. 'وافقنا على خطوات تزيل عنق الزجاجة والحواجز التي تثقل على التجارة في الضفة'، قال. 'والهدف هو ان نوسع في غضون وقت قصير نشاط الاعمال والاستثمارات في القطاع الخاص في الضفة الغربية. وسيساعدنا النمو الاقتصادي على انشاء جو يصبح الناس فيه أكثر ايمانا بامكانية التقدم (في المسيرة السلمية)'.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لكيري انه 'ليس مصمما فقط على تجديد مسيرة السلام مع الفلسطينيين بل على بذل جهد جدي لانهاء الصراع مرة واحدة والى الأبد'. وأوضح نتنياهو انه سيريد في المحادثات مع الفلسطينيين ان يبحث قبل كل شيء 'في مسألتي الاعتراف والامن'. وقال هذا الكلام ردا على طلب الفلسطينيين ان تعرض اسرائيل في بدء المحادثات خريطة حدود الدولة الفلسطينية في المستقبل.
جاكي خوري وبراك ربيد
هآرتس
10/4/2013