ورأت تلك الاوساط في ذلك رسالة تحذير من المفتي لقوى الرابع عشر من آذار بعد حملات مركزة تقودها ضده.
وجرت العادة على ان دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، وهي المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى للطائفة السنية، يتكاتف صوتها مع رؤساء الحكومات ذوي الهويات السنية.
ولعب مفتي الجمهورية الحالي الشيخ محمد رشيد قباني هذا الدور منذ العام 1989، وبموجبه بقي مساندا لمواقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
لكن خلافا في الموقف برز الى العلن مؤخرا، ودفع بالحريري الى شن حملات ضد القباني وصلت الى حد تحذير القباني من ان اي مس به يتحمل مسؤوليته الحريري ومعهه رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة.
وقال قاضي شرع بيروت الشيخ احمد الكردي لقناة العالم الاخبارية الخميس: ان هذه الصرخة التي اطلقها سماحة المفتي تعتبر صرخة تحذيرية، وان الخلاف في الرأي يجب الا يفسد للود قضية، ولو افترقنا في الرأي ينبغي الا نفقد العلاقة الانسانية.
من جانبه قال رئيس حزب الاتحاد اللبناني عبدالرحيم مراد لقناة العالم الاخبارية: لماذا لم يقولوا ما يقولونه اليوم منذ سنوات عندما كان الشيخ المفتي ماشيا مع فريقهم، ولماذا يطرحون ويركزون عليه بهذا الشكل في كل صحفهم واعلامهم.
واضاف مراد ان المفتي اعلن لكي يحمي نفسه بانه اذا اصابه اي شيئ (فأن المسؤول هو الحريري) ما يعني ان المسؤول يمكن الا يكون من يقوم بذلك وانما من يتخذ قرارا بذلك.
وكان مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، قد حمل رئيسي الحكومة الاسبقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة مسؤوليةَ إهدار دمه او اي أذى يلحق به، على خلفية الجدل الدائر حول تعديل القانون الانتخابي للمجلس الشرعي.
وكشف قباني ان طارحي التعديلات قبل الانتخابات كانوا قد اجتمعوا عند السنيورة قبل أن يعقدوا جلسةً وقال انه يحمل اثباتات بأنها شهدت تزويرا.
واكد أنه باق حتى انتهاء ولايته أو الى يوم وفاته، متوجها لمعارضيه بالقول "إذا استطعتم أقيلوا مفتي الجمهورية فهذه وصمة عار في جبين بعض قيادات تيار المستقبل" بحسب تعبيره، منوها الى ان الصراع في لبنان ليس طائفيا وانما هو انعكاس لصراع اقليمي ودولي.
MKH-28-11:56