وانطلقت عدة مسيرات شعبية في عدد من المدن والقرى الفلسطينية للتنديد بالزيارة، في الوقت الذي عبرت فيه فئات شعبية واسعة عن عدم ثقتها بإمكانية أن تحمل هذه الزيارة أي جديد يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وفي مدينة رام الله؛ منعت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالقوة مساءالثلاثاء مسيرة جماهيرية رافضة لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من التوجه نحو المقاطعة وهو مقر رئيس السلطة .
وأقامت الأجهزة الأمنية ثلاثة حواجز بشرية لمنع مئات المتظاهرين من الوصول للمقاطعة تعبيرا عن رفضهم لزيارة أوباما متوعدين باستقباله بالأحذية في حال وصوله للمدينة يوم الخميس القادم.
وانطلقت المسيرة من دوار المنارة وجابت شوارع المدينة قبل أن تتوجه نحو مقر المقاطعة، حيث تم اعتراضها في طريق الإرسال وتم الاعتداء على بعض المتظاهرين والمتظاهرات من قبل عناصر أمنية يرتدون زيا مدنيا وسط عدم تدخل الشرطة التي دعاها المتظاهرون لمنع الاعتداء عليهم من قبل عناصر أمن يلبسون ثيابا مدنية لكن دون جدوى.
وهتف المتظاهرون ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية، كما وجهوا انتقادات لاذعة للسلطة بسبب تنسيقها الأمني مع الاحتلال ووصفوا عملها بـ "الجاسوسية".
كما انتقد المتظاهرون في هتافاتهم الجنرال الأمريكي كيث دايتون الذي كان مسؤولا عن إعادة تأهيل أجهزة أمن السلطة لمواجهة فصائل المقاومة.
واتهم المتظاهرون في هتافاتهم "حكومة" سلام فياض بأنها "خائنة"، واتهموا رئيس السلطة بـ "خيانة دم ياسر عرفات".
وكانت أجهزة أمن السلطة قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن إغلاق جميع شوارع مدينة البيرة إضافة لشارع الإرسال الحيوي ما يعني فعليا التسبب بشلل أكثر من 70 في المائة من مدينة رام الله والبيرة. ومن المتوقع وصول أكثر من 500 عنصر أمن أمريكي لتأمين زيارة أوباما خلال الأيام القادمة.
وأكد عضو المقاومة الشعبية عصام بكر أن الولايات المتحدة أثبتت أنها شريك كامل في العدوان على الشعب الفلسطيني وليست طرفا نزيها لاستئناف أية مفاوضات.
كما أعلن حزب التحرير في فلسطين، رفضه القاطع للزيارة، ورفض تدخل الولايات المتحدة في قضايا المسلمين عامة وقضية فلسطين خاصة.
ودعا عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ماهر الجعبري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مركز وطن للإعلام برام الله، المواطنين إلى مقاطعة زيارة أوباما لفلسطين، ووصفها بالوقاحة.
وأعلن الحزب عن حملة نشاطات وفعاليات جماهيرية تعبر عن رفض أهل فلسطين لزيارة "رئيس الدولة الإرهابية الأولى في العالم"، منها الاحتشاد في المسجد الأقصى يوم الجمعة، وإطلاق خطابات جماهيرية في جميع مساجد الضفة.
كما انتشرت على المواقع الالكترونية العديد من الصور لأوباما وكتبت عليه عبارات تعبر عن مدى السخط الشعبي تجاه الولايات المتحدة ورئيسها، وكتبت على احدى الصور لاوباما وهو يعتمر القلنسوة اليهودية، عبارة: "نحن لا نثق بامريكا".. "لا أهلا ولا سهلا.. حليف إسرائيل عدو فلسطين".
وفي السياق ذاته اعتقلت أجهزة السلطة الأمنية خلال اليومين الماضيين مجموعات من الفتية والشبان في مدينة رام الله على خلفية تمزيق صور الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعمل على تنظيم فعاليات مناهضة للزيارة.