وكان دخول القوات السعودية المفاجئ قد أثار جدلا واسعا، خصوصا حول دورها في قمع الثورة، والذي بدأ في اليوم الثاني مباشرة من دخولها، وهو اليوم الذي شهد “مجزرة سترة”، ثم تبعه اليوم الذي هوجم في اعتصام “دوار اللؤلؤة” المركزي، مدشنا مرحلة الطوارئ التي شهدت تعذيب واعتقال الآلاف، استشهد منهم أكثر من 35 بحسب تقرير لجنة تقصي الحقائق.
وبث وزير العدل عبر حسابه في “تويتر” يوم أمس مقطع فيديو متعلقا بالحادثة، مشيرا إلى أن نشره هو “بمناسبة الذكرى الثانية لمقدم قوات درع الجزيرة المنصورين بالله ضد المؤامرة الصفوية”، ورغم أن تقرير “بسيوني” قد برأ ساحة “درع الجزيرة” رسميا من التدخل في مواجهة المتظاهرين، ، إلا أن الجدل لم يتوقف حول ذلك، في حين ظل مراقبون يعتبرون دور السعودية جوهريا في التعامل مع الثورة في البحرين، سياسيا وأمنيا، وأن السلطة خرجت من يد العائلة المالكة في البحرين وقتها.
وكان تناول وسائل الإعلام الدولية الاحتجاجات المكثفة التي شهدتها البلاد يوم أمس تنديدا باستمرار تواجد القوات السعودية في البلاد، وامتلاء فضاء “تويتر” بالحديث عن ذكريات مارس/آذار 2011، قد استفز الوزير على ما يبدو، ما استدعى أن يقوم بنشر العديد من الصور والتعليقات المتشددة حول الأحداث الجارية، واصفا المعارضة بـ”المتآمرين”، رغم كونه لا يزال الوزير المفوّض من قبل الملك في إدارة طاولة الحوار مع قوى المعارضة.
وشمت الوزير باحتراق أحد المتظاهرين الذي أصابته قنبلة غاز ، فيما استمرت تعليقات الوزير المتشددة حتى اليوم، في مؤشر على دخول “الحوار” مرحلة جديدة “ما أعرفه أننا دخلنا الحوار بكل جدية، ومنذ الإعلان عنه يأتي الغارق ليضغط على مريديه كي يتراجعوا ويراوحوا ويتشرطوا”، “اليوم الأسود لا يكون إلا على شخص غارق في وحله برفض الحوار ومساندة العنف مع الادعاء أن لديه مطالب.