تقرير... أرغو هو الفيلم الجديد للمخرج والممثل بن أفلاك في عام 1979 وفي خضم الثورة الإيرانية احتل ناشطون إيرانيون السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 موظفاً أميركياً، لكن 6 منهم تمكنوا من الهرب واللجوء إلى منزل السفير الكندي. مختص في تهريب الأشخاص يضع خطة محفوفة بالمخاطر لإخراجهم من إيران.
ويجسد فيلم أرغو أزمة الأميركيين عام 1979 في طهران ليكشف لنا طبيعة العلاقة الخفية بين وكالة المخابرات المركزية سي أي إيه وهوليوود والتي قدمت تسهيلات كبيرة لإنجاح العملية.
قناة العربية السعودية التي بثت خبر حصول فيلم آرغو على جائزة الأوسكار حاولت قلب حقيقة أن الجائزة كانت لدوافع سياسية وليست فنية كما قالت وسائل الإعلام الإيرانية فجاءت بمخرج سعودي هو عبد الله أحمد ليثبت هذه المقولة .
وصفت وسائل الإعلام الإيرانية اليوم منح فيلم أرغو الذي يتناول أزمة الرهائن الأميركيين في إيران جائزة أوسكار لأفضل فيلم لأنه ذو دوافع سياسية، وكالتا مهر وفارس للأنباء قالتا أن البعد السياسي للجائزة انكشف بصورة واضحة عندما انضمت السيدة الأولى ميشال أوباما من البيت الأبيض لمقدم حفل الجوائز، وسألت الوكالتان لماذا لم يحدث ذلك من قبل في حفلات الأوسكار السابقة وحصل ذلك عندما فاز فيلم مناهض لإيران.
من جهته قال وزير الثقافة الإيراني محمد حسيني لوكالة الأنباء الألمانية إن الفيلم لا يستحق أصلاً كل هذه الجوائز سواء بالنسبة لمستواه الفني أو التقني، لكن السباب ترجع بدرجة أكبر لجوانبه المناهضة لإيران.
أنا ما أعتقد أن ثبت شكوك الإيرانية أن فوز لعبة السياسة لها داعي الصراحة، السنة الماضية أفضل فيلم أجنبي فاز فيلم إيراني، وليس هناك داعي نقول أن السينما فيها وجهة نظر سياسية أكثر من هي فنية، مشاركة زوجة الرئيس الأميركي أيضاً هذه لا أقدر أن أعطيها طابع سياسي بقدر ما ان رأينا باراك أوباما رئيس مختلف عن الذي سبقه، يميل أكثر للمشاركة الشعبية، خطوة أن ميشال أوباما شاركت في الأوسكار أعتقد أنها خطوة طبيعية جداً في سياق حملة الرئيس أوباما، الفيلم جيد، القصة جيدة، ويوجد فيه تلميع الجهد المخابرات الأميركية في الأزمة الإيرانية، لكن بشكل عام فوزه كان فوز فني أكثر ما أنه فوز سياسي.
بن أفلاك لا يتردد عادة في الحديث عن سياسة أفلامه، كما يقول بصوت عالٍ وواضح أنه يدعم الديمقراطيين في الولايات المتحدة، لكن هذه المرة اختار أن يبقى محايداً.
أردت أن يستمتع أصدقائي الجمهوريون والديمقراطيون بالفلم بنفس الطريقة قلت لنفسي سأسعى لإظهار الحقائق وعلى المشاهد أن يستخلص النتائج بنفسه، نتائج الثورة الإيرانية لم تكن متوقعة والولايات المتحدة تساءلت كيف يمكن قبولنا في الشرق الأوسط
أن هذه المفاجأة لم ترق للإيرانيين فلم يكتفوا من منابر سياسية وإعلامية وفنية بإفراغ الفيلم من أي قيمة فنية أو مضمونية تجعله يستحق الجوائز التي أسندت إليه وإنما تجاوزوا ذلك إلى الشروع في رد هذا الصاع الفني صاعين، برصد ميزانية كبيرة لإنتاج فيلم عنوانه الكتيبة المشركة يطرح وجهة النظر الإيرانية المتعلقة بنفس الحدث الذي تناوله آرغو الأميركي، بينما يجتهد البعض الآخر من تلك الأسئلة في فهم رد الفعل الإيراني الذي يتراوح بين الترحيب بتتويجات دولية لسينمائييها والاعتراض أخرى فقط لكونها لا تنضبط لروايتها الرسمية لأحداث تاريخية لم تبح بكل أسرارها بعد.
الإعلام الإسرائيلي تناول الفيلم من منظور خاص مشيرا إلى الرابط بين إنتاج الفيلم والسي أي إيه.
القصة الخلفية لفيلم آرغو تبدو واقعية جداً حتى اليوم، من المشكوك فيه أن يتكرر تسلسل للأحداث كهذا، كالذي في آرغو في سنة 2013 لكن كم من المثير للتفكير وأن قصة كهذه مع نهاية كهذه يمكن أن تحصل ليس في الأفلام فقط.
تعالوا لنصنع فيلماً، هوليود يمكنها القيام بمقلب كهذا الآن، وربما حل أزمتها الحالية... سيكون هذا لطيفاً، أعتقد أن دور هوليوود كمشغلة جواسيس قد استنفد في أحداث هذا الفيلم... يمكن الافتراض أن أحداً ما يجلس في مكان ما في البنتاغون، لا أعلم أين، ربما في الموساد... محاولاً التفكير بسب أكثر إبداعيىة، تكتيكات، أعلم فايروسات الحواسيب أكثر روعة من التظاهر بأنك تنتج فيلماً ماذا سموه؟ ستيكس؟ ستاكسنت...
عندما تربطون بين موضوع إخباري حديث مثل إيران وفيلم تمجد فيه هوليود نفسها فمن شبه الأكيد أن يجد آفلاك نفسه مرة أخرى مع آرغو ضمن لائحة المرشحين لجائزة أوسكار.
في الحقيقة أعتقد أنه كان أكثر منه بدوافع سياسية وهو يعتبر إهانة للجمهور الأميركي بسبب أمرين أولاً لقد كان فيلما هابطاً وأنا آسف حقاً للفنانين الأمريكان وكاتب النص والبطل، لأنهم يعلمون أن هذا الفيلم هابط ورغم ذلك كسب جائزة الأوسكار كأفضل فيلم، وأكثر أهمية من ذلك كان أن القصة الحقيقية وراء ذلك، فقد كانت كذبة كبرى فقد صنعوا فيلماً من كذبة كبرى، الحقيقة هي الحقيقة، لا يمكن تغيير الحقيقة.
لمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي د. زهير الخطيب أهلاً بك، إذاً فيلم آرغو كذبة كبيرة حاولت هوليود تسويقها لإنتاج انتصار وهمي على إيران، مار أيك د. خطيب؟
ج: ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها السياسة الأميركية لاعتماد الشاشة الهوليودية لإنتاج أفلام أو إعطاء صورة مخالفة للواقع، وبالنسبة لهذا الفيلم الذي أعطي الأوسكار يجب أن يعتقد الرأي العام العربي والإسلامي بأنه ليس كما تصور لنا الديمقراطية الغربية ونزاهة الاختيار وحق وحرية القرار فكل الأمور بالفعل لو درسناها دراسة وافية لوجدنا إبراز القضايا وهو إشهار الأشخاص والرموز يتم ترتيبه سابقاً لخدمة أهداف ومصالح وتلميع وتضخيم الصورة. فمنح على سبيل المثال، منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام قبل أن يعطي أي دليل في بداية إدارته لم يعطي أي دليل على التزامه بالسلم والسلام، وبمجرد توجه اللوبيات الأميركية الحاكمة في الولايات المتحدة لتغيير سلوكها السياسي للشراكة مع روسيا والحوار مع إيران، فرض تعيين وزراء خارجية بهذا التوجه، فإذاً يأتي هذا الفيلم في سياق الأفلام الهوليودية مثل أفلام رامبو التي رأينا كثيراً التي تحاول أن تعطي للأجهزة والسياسات الأميركية صفة البطولة، أفلام كلينت استوور وسيلفستر ستالون، شواسناغر، وأهمية في إبراز وإشهار مثل هذا الفيلم في مضمونه الخيالي بإعطائه جائزة الأوسكار هو للتعويض فعلاً عن حالة الفشل الأمني والعسكري التي عانت وتعاني منها السياسات الأميركية في المنطقة وهي في أرض الواقع كلها معروفة.
س: كيف تفسر محاولة بعض الإعلام العربي الدفاع عن كون فوز الفيلم بالجائزة كـ لأسباب فنية وليس سياسية؟
ج: من المؤسف اليوم الكثير من الإعلام العربي هو إعلامي مصنّع وإعلام ينتظم ضمن السياسة الإعلامية الغربية الأميركية، وبالتالي إما هي عملية ترداد وتكرار ببغائية لما يصدر في الإعلام الغربي من الـ سي أن أن وغيرها من التحاليل التي تصدر في شبكات الإعلام الفضائية الغربية أو هي مدروسة ومطلوب منهم بتوجيه أن يضم صوتهم إلى صوت التحليل الغربي حتى يحقق الهدف الأساسي من إشهار مثل هذه الأفلام أو إعطاءها أهمية، طبعاً إعطاءها الأوسكار وأن هذا يلفت انتباه الرأي العام ويعطي ويحاول أن يضفي نوع من المصداقية على مضمون هذه الأفلام التي كلها أفلام خيالية.
س: السؤال الأخير في هذا المحور د. الخطيب هل ترى أن اللجوء لهذه الأفلام من جانب هوليود جاء بدفع من الـ سي أي إيه لطمس حقيقة الهزيمة الأميركية في إيران عند انتصار ثورتها الإسلامية؟
ج: طبعاً تعيش السياسة الأميركية عقدة إيران لأنه طبعاً خرجت الولايات المتحدة بمصالحها ونفوذها من إيران أثناء الثورة الإسلامية في إيران، وبالتالي، لم تنسى ولم تخرج بعد من هذا الوهم بأنه يمكن لها العودة بما كانت عليه في إيران، وطبعاً هي تواجه حقائق على الأرض بأن النفوذ الإيراني والقوة الإيرانية تتوسع في المنطقة وتفرض خيارات لا تلاءم المصالح الأميركية، وبالتالي هي من ناحية تحاول التعويض عن هذا النقص ومن الناحية الأخرى هنالك ناحية معنوية تحاول أن تؤكد عليها في مثل هذه الأفلام ومثل كل هذه التصريحات.