وقالت إيما كونليف وهي أخصائية في الحفاظ على التراث الحضاري العالمي وباحثة في جامعة دورهام الإنجليزية ومؤلفة كتاب حول تأثير الحرب على الآثار في سوريا، إن جميع المواقع الأثرية في البلاد دون استثناء قد تضررت، مضيفة أن أجزاء من حلب أصابها دمار لا يمكن إصلاحه. واعتبرت أن هذا لوحده يعتبر كارثة. ووفقاً لتقرير كونليف "تبدو قائمة الخسائر التراثية والأثرية مخيفة حقا، حيث تحتضن سوريا عدة مواقع اعترفت بها منظمة اليونسكو كمواقع عالمية للإرث الحضاري. فبالاضافة إلى حلب، هناك دمشق وبصرى وقلعة صلاح الدين وقلعة الحصن ومدينة تدمر الرومانية إضافة إلى العديد من القرى التي يزخر بها شمال البلاد."
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قال في تقرير نشره في سبتمبر/أيلول الماضي إن "جوامع وكنائس وأسواق قديمة ومهمة" في حمص "قد أحيلت إلى أطلال" بما فيها كتدرائية أم الزنار التي يعود تاريخها إلى فجر المسيحية في سنة 59 ميلادية.
وتقول كونليف وغيرها من الخبراء إن دائرة الآثار الحكومية السورية تقوم بجهد جبار في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن حجم الدمار لا يتناسب مع الموارد المتواضعة المتوفرة لها.
من جهتها كانت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح قالت مؤخراً إن مقتنيات المتاحف السورية موضوعة في مكان آمن، معربة عن تخوفها من بعض التنقيبات "السرية" والاعتداءات على بعض المواقع الأثرية في البلاد، مقللة مما يتم تداوله عن سرقة الآثار السورية، مشيرة إلى أن "القصد منه التأثير سلباً على موقع سوريا في التصنيف العالمي".
كما نقلت وسائل إعلام سورية ما جاء في تقرير لما سمي فريق "جمعية حماية الآثار السورية" من تعرض 12 متحفاً سورياً لأضرار مختلفة شملت في أغلب الأحيان حالات القصف والتكسير والسرقة.
وعلى صعيد متصل أكد مأمون عبد الكريم مدير عام المتاحف والآثار في سوريا أن التقرير الصادر عن الـ"بي بي سي"، حول قيمة الآثار المهربة هو " خبر صحفي ليس دقيقاً" لافتاً إلى أنه يندرج في إطار التنبه لحجم المأساة التي تتعرض لها الآثار السورية على يد المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقال عبد الكريم في تصريح لوكالة (شينخوا) بدمشق إن "هذا الرقم افتراضي، وليس علمياً ولم يظهر على أساس إحصاء علمي لعدد القطع المهربة والمسروقة من سوريا إلى الخارج "، مؤكداً أن عدد القطع المهربة إلى الآن غير معروف، ونوعية القطع غير معروفة، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا الرقم دقيق".
وأكد عبد الكريم أن عدد الآثار المسروقة من داخل سوريا بلغت 4000 قطعة وتم استردادها عام 2012، مشيراً إلى أن "هناك قطعتين فقط مازالتا مسروقتين ونعمل على اعادتها."
وأشار المسئول السوري إلى أن المتاحف السورية "بخير"، مؤكداً أن المواقع الأثرية تعرضت للخراب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.