"كانا قد أصرّا على المطالبة بالملكية الدستورية وباحترام حقوق الإنسان".
"وهذه الملحمة هي صورة مصغرة عن المعضلة السياسية التي تواجه آل سعود، وتشكل بالتالي تحدياً لسياسة الولايات المتحدة".
"التي، من إدارة إلى أخرى، تدعم النظام السعودي، وتبقى في الوقت نفسه، على صمتها حيال انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد".
وتتابع الكاتبة "أن المنشقين، محمد فهد القحطاني وعبد الله الحامد، اتهما بالفتنة، من بين أمور أخرى."
"وبتوفير معلومات غير دقيقة لوسائل الإعلام الأجنبية، وبتأسيس منظمة غير مرخصة لحقوق الإنسان، هي الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية المعروفة باسم (حسم)".
ثم تضيف الكاتبة أن القحطاني وزملاءه استمروا في نشاطهم منذ سنوات، وتقول إنه"في سنة 2010، كتبوا رسالة مفتوحة إلى الملك عبدالله يطالبونه فيها بإصلاح القضاء، ويدعون فيها الأمة إلى الانخراط في النضال السلمي لمقاومة الظلم".
وبعد انطلاق الحراك في أكثر من دولة عربية، تشير الكاتبة إلى أن"القحطاني وجمعيته تجاوزا ما يعتبره النظام خطاً أحمر في كانون الثاني/ يناير 2012، عندما طالبوا الملك بتنحية ولي العهد نايف."
"الذي كان على مدى 4 عقود من الإشراف على الأمن الداخلي، مسؤولاً عن سجن أي عدد من المواطنين السعوديين من دون توجيه اتهامات أو من دون محاكمات".
"وهذا الطلب تحدى حظراً صريحاً (جرى إقراره بعد انطلاق ما يسمى الربيع العربي)، وهو يمنع انتقاد العائلة المالكة، أو المؤسسة الدينية المتوافقة معها".
"وقد مات نايف بعد فترة وجيزة وتولى ابنه منصبه، وتكاثرت الاحتجاجات الصغيرة في البلاد".
"وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفايس بوك، بعناوين حملة القحطاني ضد النظام القضائي الذي يعتقل السعوديين من دون توجيه اتهامات إليهم".
"كما شاعت مطالبات النساء السعوديات، وتحديداً أمهات وزوجات وبنات الرجال المسجونين، واللواتي باشرن بتنظيم احتجاجات باتجاه وزارة الداخلية في الرياض".
"والأسوأ بالنسبة للنظام تمثل بدعم بعض رجال الدين لحركة النساء، عبر مطالبة الملك بحل القضية سريعاً".
"كما امتدت الاحتجاجات إلى بريدة، معقل المذهب الوهابي الأصولي، حيث أحرقت النساء في شباط/ فبراير، بلا خوف، صورة وزير الداخلية الجديد أمام كاميرات الأمن".
وتعتبر الكاتبة أن"حكام السعودية الطاعنين في السن يتبعون اليوم استراتيجية معاوية بن أبي سفيان،"
"الذي سأله إعرابي: كيف حكمت نحو 20 عاماً بعد أن قُتل ثلاثة من أسلافك الأربعة، فقال: لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها".
وتعقب الكاتبة بالقول"إن هذه الفلسفة لا تزال تصف هامش التغيير الصغير في السعودية. لكن الانقسامات المتزايدة بين الحكام والمحكومين، تفترض تشديد عمليات الشد والجذب التي تهدد بقطع تلك الشعرة".
ثم تفضي الكاتبة إلى القول"حتى الآن، لا تزال إدارة أوباما، مثل سابقاتها، باقية على صمتها حيال معظم الانتهاكات للناشطين في مجال حقوق الإنسان داخل السعودية، والذين تعتبر مطالبتهم بالتغيير السلمي خطيأتهم الوحيدة".
"وهذا الدعم الضعيف لا يقلل من خطر التحدي السياسي للعائلة المالكة، بل يؤدي فقط إلى تفاقم المخاطر بتآكل أكبر لمكانة الأميركيين في صفوف السعوديين".