وفي كتابه صراع التيارات في السعودية قال الرباعي ان "معظم التيارات السعودية تبني خطابها على عاطفة جياشة غير موضوعية ولا عادلة بعيدا عن اللغة العلمية او الفكرية المتماهية مع ثوابت المجتمع ومتغيراته. لذا غالبا ما تتأزم الامور بين رموز التيارات وبين الاتباع لندخل معمعة صراعات مجانية لا تتواءم مع ما ننشده من حضارية الحوار وسنن التدافع والبحث عن الحق عند مخالفنا."
ووصف الرباعي القضايا التي تعد محورية في السعودية بالشكلية، وأشار الى أنها تتمحور حول المرأة وقيادتها للسيارة ومواصفات الاسلاميين.
وقال إن دولا إسلامية عدة تجاوزت هذه الاشكالات فيما لم تستطع المملكة أن تتحول الى مجتمع منتج.
واشار الى أن الفساد في البلاد أدى الى تقسيم المجتمع الى طبقتين، ثرية وفقيرة، مع انحسار الطبقة المتوسطة.
وأضاف يقول "وليس بدعا من القول حين ابثكم ان فكرة هذا الكتاب نبعت من استقراء لواقع الطرح الثقافي الشعبي الايديولوجي في السعودية منذ توحيدها مطلع الثلاثينات من القرن العشرين اذ ان معظم قضايانا التي نعدها جوهرية تتمحور حول ما اذا كان وجه المرأة عورة ام لا وهل ننفصل عن النساء ام نتصل بهن وما حكم قيادة المرأة للسيارة ومن هم الاسلاميون وما هي مواصفاتهم من خلال طرحهم ومن هم الليبراليون الكفار والملاحدة الذين يريدون اظهار الفساد في البلاد وبين العباد؟ وما يجب علينا للوقوف في وجه المتآمرين على الدين.
"هذه القضايا الشكلية القائمة تحت حجاب تتراكم تحته احيانا رذائل شتى ومظاهر يتوسل بها بعض الشهوانيين لتحقيق مآرب دنيوية باسم الله تعالى وشرعه. هذه الاشكالات تجاوزتها دول اسلامية عدة يقوم اقتصاد معظمها على التمويل السعودي فيما لم يستطع البلد الذي يغذي شرايين العالم بالموارد البترولية ان يغذي شعبه بالوعي ويتجاوز الجدل العقيم ولم تنجح الثقافة السائدة في مدنا بادوات التحول الى مجتمع منتج في افكاره وطرحه وصناعته."
وفي معرض اشارته الى أهمية التنمية قال الرباعي "مقياس التقدم اليوم يقوم على ما ينجز في ميدان التنمية ونحن تنميتنا في تأليب بعضنا على بعض وتوظيف قدرات كبرى في تسويق وتسويغ الهامشي والسطحي والعبثي والمجاني والقاء كل فكر حر واع في سوق التداول الرخيص والسخرية منه."
وقال "انك لن تجد في المؤتمرات الفكرية العربية او العالمية صوتا ولا صدى لمفكر سعودي يقدم رؤية انسانية وحضارية حول قضية جوهرية . ومع الاسف الشديد فالوعاظ والدعاة في نظر معظم الناس هم المفكرون ويصدق عليهم انهم النخب المؤهلة لرسم ملامح المستقبل المشرق."
وفي فصل عنوانه "تسييس الدين وتديّن السياسة" قال الرباعي "ربما يتفق معي بعض المؤرخين الموضوعيين على ان الدولة الاسلامية التي يتغنى بها جمع من اصدقاء لم تكن دولة (التعبير القانوني عن المجتمع) كما يعرفّها الفلاسفة وعلماء الاجتماع. فما يتصوره البعض دولة لا يتجاوز نصوصا تغلب عليها الظنية والعمومية. ولو تأسست الدولة باعتبارها منظومة اعتبارية منذ ألف وأربع مئة عام لامكننا بلوغ النضج السياسي والمعرفي وتحقيق التراكم الاداري عبر هذه القرون ولربما أمكننا ان نكون اليوم بحجم أوروبا او أميركا في ميزان القوى.