تورط بريطانيا في اغتيال المطلوبين لاميركا

تورط بريطانيا في اغتيال المطلوبين لاميركا
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة "ميل اون صنداي" البريطانية عن تورط بريطاني مباشر في عمليات الاغتيال التي تنفذها الاستخبارات الاميركية ضد اشخاص موضوعين على لائحة "التصفية" بمزاعم ارتباطهم بعمليات الارهابية.

واكدت الصحيفة تورط بريطانيا في تامين مراكز قيادة وسيطرة لطائرات اميركية بدون طيار مهمتها اغتيال المطلوبين لها .

وحسب الصحيفة فان الولايات المتحدة قامت بإنشاء مركز عمليات خاص للطائرات " بدون طيار"  في قلب ريف " لينكولنشاير"  في المملكة المتحدة، واكد تقرير الصحيفة، أن الاستخبارات الاميركية تستعين بتلك القاعدة في حملاتها المثيرة للجدل، التي تشنّها بتلك الطائرات في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأظهرت وثائق، اطلعت عليها صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية، في هذا الخصوص، أن هذا المركز يستخدم من قبل واشنطن في التنسيق للهجمات في الشرق الأوسط وأفريقيا.
هذا الكشف جاء ليثير إدعاءات تتحدث عن تواطؤ بريطانيا في برنامج الاغتيالات، الذي تنفذه القوات الجوية الأميركية، ويخضع للتحقيق حالياً من قبل الأمم المتحدة.
وطلبت واحدة من تلك الوثائق من موظفين مصرّح لهم أمنياً من الولايات المتحدة بأن يعملوا لدى قاعدة "وادينغتون" للقوات الجوية البريطانية في برنامج الاغتيالات، عبر تلك الطائرات الآلية، التي يطلق عليها "بريديتور Predator"، والتي ساهمت بالفعل في مقتل المئات من الأشخاص في كل من باكستان والصومال واليمن.
فيما وصفت وثيقة ثانية دور أحد فنيي الاتصالات في القاعدة نفسها "بغية تقديم الدعم اللازم لتنفيذ العمليات على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع من جانب مسؤولي برنامج الاغتيالات التابع لسلاح الجو الأميركي، وكذلك مسؤولي الحرس الوطني الجوي".
تبيّن من خلال الوثائق أن شركة "بوش غلوبال سيرفيسز" الأميركية، التي تعنى بالتوظيف ووضع التصميمات وتوفير أبرز معدات الطائرات الآلية للجيش الأميركي، قد قامت بإنشاء مركز في لينكولنشاير، يعتقد أنه في قاعدة وادينغتون الجوية.
وتم تحديد الموقع باعتباره أول مركز خاص بالطائرات الآلية في بريطانيا، وسيتم تزويده بخمس طائرات آلية طراز "ريبر" مسلحة تسليحاً كاملاً بدءًا من العام المقبل.
وسارع سياسيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان الى ادانة تقديم بريطانيا تسهيلات لعمليات اغتيال بطائرات بدون طيار، ونددوا باستخدام الولايات المتحدة للقواعد البريطانية بغية دعم عملياتها.

وأوردت الصحيفة في هذا الشأن تصريح "كلايف ستافورد سميث" رئيس إحدى الجمعيات الخيرية القانونية، قوله: "يعمل برنامج الطائرات الآلية الأميركية من قواعد سرية من دون الالتفات إلى القانون".
تابع بقوله: "الأدلة على أن القواعد البريطانية، التي تخضع لإشراف سلاح الجو الأميركي، وتدعم الطائرات الآلية الأميركية يبدو أنها تورّط بريطانيا في الدمار والإرهاب".
وأكدت البارونة "سارة لودفورد" من حزب الأحرار الديمقراطيين البريطاني أنه حتى بالنسبة إلى الاغتيالات الخاصة بالإرهابيين المشتبه فيهم، والتي تتم خارج إطار حرب معترف بها، فإنها تشكل خرقاً لقواعد القانون الدولي الراسخة. وشددت على ضرورة ألا ترفض بريطانيا فحسب التعاون في عمليات القتل غير الشرعية، بل يتعيّن عليها أن تتحدى بشكل علني المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة في هذا الشأن بعيداً عن الشرعية.
وقال البروفيسور" مويل شاركي"  من  "جامعة شيفليد" وأبرز خبراء بريطانيا بطائرات بدون طيار: إن المطلوب تفسير من الجيشين البريطاني والأميركي. وأضاف "يجب أن يعرف البريطانيون الهجمات التي تُشَنّ من الأراضي البريطانية".
وجاء تقرير الصحيفة البريطانية ليكذب تصريحات لمسؤولين بريطانيين سربوا معلومات لصحيفة " الغارديان " البريطانية في 27 اكتوبر عام 2012 بانهم رفضوا اقامة مراكز قيادة لطائرات بدون طيار فوق اراضيها ، وجائت المعلومات الجديدة لتثبت ان بريطانيا سخرت اراضيها لعمليات اغتيال خطيرة تنفذ في شمال افريقيا وفي الجزيرة العربية وفي افغانستان وباكستان ، وباتت بريطانيا شريك اساس في كل جرائم القتل وعمليات التخريب التي ترتكبها الاستخبارات الاميركية من خلال غارات طائرات بدون طيار باسم " مكافحة الارهاب ".