في هذا السياق، كتب كراوثهامر يقول إن "مرحلة الحجز المالي المتبعة الآن في واشنطن ليست الوقت الأفضل لتوزيع مساعدات خارجية، فهذ المعونات هي بالتأكيد أكثر البنود التي لا تحظى بشعبية في الموازنة الأميركية الفدرالية".
"خاصة عندما يكون متلقي المساعدة الرئيس المصري محمد مرسي".
ويتابع الكاتب قائلاً إن "مرسي يعتزم تحرير الشيخ عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن لمدى الحياة بسبب تخطيطه عام 1993 لهجمات مركز التجارة العالمي، التي أودت بحياة 6 أشخاص وجرحت أكثر من ألف".
وبعد استعراض سلسلة من مواقف الرئيس مرسي المناهضة للصهيونية، يقول الكاتب: "ومع ذلك، لا ينبغي لنا قطع المساعدة عن مصر. وليس المقصود بذلكك أننا يجب أن ندعم بطريقة عمياء أنظمة غير ودودة".
"إذ من المعقول تماماً قطع المساعدات عن الحكومات التي هي في جوهرها معادية للنفوذ الأميركي. لأن دعم الأعداء هو مجرد غباء. لكن مصر بالتأكيد ليست عدواً حتى الآن".
ويضيف الكاتب قائلاً: "قد لا تكون مصر هي حليفنا العربي الأقوى بعد الآن، لكنها لا تزال في تلعب دوراً. فالإخوان يهدفون إلى إنشاء حكم إسلامي. ومع ذلك لا يزالون على مسافة بعيدة من أن تحقيق ذلك".
ثم تقول الصحيفة إن "أي مساعدة تمنحها واشنطن لمصر يجب أن تكون مرهونة بمنع القمع ومنح مساحة للعناصر الديمقراطية العلمانية الموالية للغرب".
"وهنا تماماً ارتكب وزير الخارجية جون كيري غلطته. ليس من خلال محاولته استخدام دبلوماسية الدولار للتأثير في السلوك المصري، بل عبر ممارسة هذا النفوذ حصرياً تقريباً في الإصلاح الاقتصادي أكثر من الإصلاح السياسي".
ولاحظ الكاتب أن "هدف كيري الرئيس كان دعم مرسي لطلب قرض بقيمة 4,8 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي".
"ليس لدينا حصة محددة في اقتصاد مصر. بل إن حصتنا تكمن في سياساتها. نعم، نحن نحبذ أننرى اقتصاداً قوياً، لكن هل على أساس أن يكون ذلك في بلد يحكمه الإخوان المسلمون؟".
في المحصلة، يعتبر الكاتب أن "الولايات المتحدة تمنح المساعدات لسببين: الأول، دعم الحلفاء الذين يشاركونها في قيمها ومصالحها،"
"والثاني، الحصول من الأنظمة الأقل وداً على تنازلات تجعل سياساتها أكثر انسجاماً مع مصالح واشنطن، أو تعزز الجهات الداخلية المنافسة الأكثر إيجابية تجاه الأهداف الأميركية".