قرار الإقالة ترك انطباعا سلبيا واستياء من جانب الوسط الإعلامي والصحفي السعودي .
تقرير... فوجئ الوسط الإعلامي السعودي وصحفيو جريدة "الشرق" السعودية بقرار إقالة رئيس تحريرها قينان الغامدي الذي يعد من أكثر الصحافيين السعوديين جرأة في التعاطي مع الملفات الحساسة من خلال مقالاته ومواقفه.
الاستياء كان سيد الموقف في صفوف صحفيي جريدة الشرق وقام بعضهم بالتوقف عن الكتابة احتجاجا ومنهم محمد السحيمي الذي تساءل إلى متى يقال رئيس التحرير بشخطة قلم أو تمارس عليه الضغوطات .
وعبر إعلاميون سعوديون آخرون عن خيبة أملهم من قرار الإقالة.
هي فقرة ساخرة تدخل البهجة على كثير من الناس فيها كوميديا سوداء إذا جاز التعبير، ولكن لا أكذب عليكم إذا ما قلت لكم اليوم إني حزين جداً على إبعاد الأستاذ قينان الغامدي عن مشهد الصحافة السعودي، استقال من رئاسة التحرير، هل هو استقال، هو أقيل موضوع آخر، ولكن ما يعنيني أن الأستاذ قينان الغامدي لأهل المهنة ولأهل الحرفة نجح في صحيفة الشرق على المستوى المهني في وقت النجاح صعب فيه جداً
الكاتب السعودي كان نشر مقالا اتهم فيه قطر بزعزعة استقرار المملكة السعودية وانتقد فيه بشدة طريقة حكم المسؤولين في المملكة السعودية ولا سيما المتنفذين في المؤسسات الدينية .
وذكرت معلومات صحفية أن مجلس إدارة صحيفة الشرق السعودية هو الذي أقال الغامدي بحسب ما صرح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي قال لا علاقة للوزارة بقرار الإقالة وإنه قرار داخلي من الجريدة .
غير أن بعض الصحف عنونت "قطر تتسبب بإقالة قينان الغامدي".
وذكرت صحيفة "العرب" نقلا عن مصادرها في الرياض أن السفير القطري قدم احتجاجا رسميا لوزارة الخارجية السعودية تضمن الإشارة إلى أن جريدة الشرق دأبت بمقالات الغامدي التعرض لقطر مما يضر بعلاقات البلدين، خاصة وأن هناك اتفاقا رسميا بعدم تهجم إعلام كل دولة على الأخرى، وأن على السعودية تطبيق هذا القرار.
إلا أن صحفا محلية وعربية رأت أن سبب إقالة الغامدي هو المقال التحريضي كما وصفته الذي نشره في صحيفة الشرق. وتعدى فيه بشكل صريح على الرموز الدينية في المملكة وقطر ووصفهم بالدراويش متجاوزا الحدود الأدبية والمنطقية والمهنية الإعلامية ولم يقف مقاله عند هذا الحد بل طاول أيضاً هيئة الإفتاء ومن ثم اتجه إلى الحكومة ووصف وزارة الداخلية بأنها تقوم بتوظيف المتدينين ونشرهم لتضليل الناس كما قالت هذه الصحف.
إذن الكاتب السعودي المعروف قينان الغامدي الذي تشهد الأوساط الرسمية والإعلامية السعودية بدفاعه عن الحكم السعودي وسياسته وبأنه من أكثر الصحافيين السعوديين جرأة في التعاطي مع ملفات حساسة داخلية وخارجية أقيل بسبب تعبيره عن رأي خالف فيه هذه المرة الرأي الرسمي السائد . فما الذي كتبه الغامدي حتى صدر القرار بإقالته ؟
تقرير... قال "الغامدي" في مقالته " إن هدفي أيها السيدات والسادة من كل ما كتبت، وما سأكتب هو أن أقول للشعب السعودي إن هذا هو الخطر الذي يتربص بكم من الشقيق في حكومة قطر وليس شعبها، ومن الأهل الإخوان في الداخل، أمَّا الحكومة فهي قطعا تعرف أخطر مما أعرفه، لكنها صامتة لأسباب لا يعلمها إلاَّ الله، قد تكون سياسية وقد تكون حسابات أخرى.
وتساءل الغامدي في مقالته عن سبب ما سماه تآمر حكومة قطر وتحركها لاقتلاع شقيقتها حكومة السعودية!؟
وأضاف استمعت إلى المكالمة الشهيرة لوزير خارجية قطر، التي فيها تآمر واضح على وطني المملكة، ورصدت التحركات السياسية والمالية الواضحة لحكومة قطر، ووجدتها تحركات تنسجم مع الخطة التي أفصحتْ عنها المكالمة الشهيرة فوجدت أن من واجبي الوطني والمهني أن أنبه الشعبين الشقيقين القطري والسعودي إلى خطر اللعب بالنار الذي تمارسه حكومة قطر.
وفي مقالته أيضا وصف الغامدي مشايخ الوهابية أصحاب الفتاوى بالدراويش وقال إن مشكلة المملكة الحالية ليست مع التنظيمات الحركية فقط فهذه التنظيمات مشكلة كبرى، لكنها مكشوفة ومعروفة، والمملكة نجحت وستنجح أمنياً، لكن كارثتها الكبرى مع «الدراويش» الذين لا يدرون أن ما يقولونه يُعدُّ خدمة ذهبية لهذه التنظيمات الحركية المتجذرة،
ولهذا أقترح على وزارة الداخلية، أن تلتفت لهؤلاء «الدراويش» الذين لهم جماهيرهم في التلفزيونات والصحف، وكل وسائل الإعلام . وأن تسخر جهود لجان المناصحة لتوعيتهم، هذا إن لم يكن في «لجان المناصحة» ذاتها عدد من «الدراويش» .
وأضاف الغامدي كل ذلك يتم باسم الدين الذي «يعرفون ونعرف يقيناً» أنه أفضل سلاح، بل السلاح المطلق المنتصر حتماً في ساحتنا السعودية.
هؤلاء هم الأخطر جداً لأنهم فعلا ماهرون عميقون أذكياء، بل يَصِلون لدرجة أن نضعهم في مراتب الباحثين الكبار والعلماء الأجلاء .
ويرى البعض في المملكة السعودية أن إقالة الغامدي لم تكن فقط بسبب مقالته هذه بل بسبب انتقاداته المستمرة لواقع التضييق من جانب السلطات السعودية على الصحفيين .
حرية تدفق المعلومات أين النظام الذي يفرض هذا، السياسة الإعلامية في المملكة مضى عليها أكثر من أربعة عقود على ما أعتقد ولم تناقش.
مشكلة الصحافة السعودية أو ما تعاني منع الصحافة السعودية هو عدم توفير المعلومات من كثير من القطاعات، عدم تجاوب الكثير من المسؤولين، ابتداءً بعدد كبير من الوزراء وانتهاءً بمدراء الإدارات الصغيرة، هو هنا المشكلة، ولكن هناك خلل ربما في الإدارة العليا والوسطى، عندنا في المملكة هذه تحتاج أنا أعتقد إلى علاج جذري وسريع.