ولما كان فض هذه الشراكة بالطريق الهادئ سيؤدي الى ثلاث كوارث بالنسبة لهم اولها تفعيل مذكرات القاء القبض المسكنة (بتشديد الكاف) وثانيها فقدان المغانم السلطوية وثالثها التعرض للخسارة في الانتخابات القادمة بعد ان يعرف جمهورهم انه خرج من انتخابه لهم بلا حمص ولا طحين ,لذا قرروا فض الشراكة بتخريب الملعب على الطريقة العراقية لو العب لو .....
ولما كان هذا التخريب يحتاج الى تهويش وتضجيج جائت حادثة اعتقال حماية العيساوي لتعطيهم الذريعة فهبوا لساحات الوغى وميادين الهيجاء, رافعين شعار اسقاط النظام واطلاق سراح الابرياء والغاء مالايعجبهم من القوانين معتقدين انهم امسكوا لب اللباب وحكمة الكتاب ومحرك الاعصاب بسيطرتهم على الشارع الذي لا يستطيع احد غيرهم تحريكه, وهكذا لاقت عيونهم الناعسة حلما جميلا بتراجع الحكومة عن قراراتها, والقضاء عن اوامره,والبرلمان عن تشريعاته, والدستور عن مواده ,لارضائهم واعادتهم الى حضائر الطاعة, ومرت الايام والحلم يداعب جفونهم التي بدات ترى مالايريدون , فالحكومة قدمت ما تستطيع بشكل معقول دون ان تنفعل في مواجهة الحالمين والمخدوعين والمهيجين , والناس بدات تريد الرجوع لعملها وبيوتها وبدا الامر وكانه بداية النهاية لحلم لا يمكن ان يستمر بعد طلوع الشمس وارتفاعها في كبد السماء. ماذا سيفعلون والمظاهرات تحتاج لمال وانفاق ؟ وكيف سيجمعون الناس دون تحشيد وتهييج ؟ لابأس فالشعب المتدين الطيب يمكن اثارته بالخطاب الديني ومنابر الجمعة ولنا اسوة بالدول المجاورة البعيدة في جمعة الكرامة وجمعة للعزة والهيبة و.. و...الخ.
وماذا بعد ؟ذهبت الجمع ولم يحصل شيء .لا المالكي تراجع ,ولا الدستور سقط ,ولا رجفت بغداد من خوف المهددين بالزحف.
لم تنطفيء تنانير العراق . ولم تغلق المحلات ابوابها, ولم يتغيب الطلبة عن مدارسهم فماذا بعد ؟
لقد وصل الذين انتخبوا الطريق الخطأ الى الطريق المسدود فتفتقت عبقريتهم عن الاستقالة وكأنها الحل الامثل للهروب من الاستحقاق القضائي عبر العودة لمجلس النواب والتستر بالحصانة البرلمانية لحماية المستقيلين .
ولوا انهم استقالوا من اليوم الاول وتحولوا الى معارضة لاراحوا واستراحوا , ولكنهم ذهبوا لها بعد ان فشل التضجيج والتهييج في الوصول بهم الى ما ارادوا , فجاؤا بها حين لا تنفع شيئا, وبعد ان حملوا جمهورهم اوزار التهييج التي لم تثمر شيئا. ماذا بعد؟
سيختلفون بالتاكيد على الاستقالة لان المغانم لا تترك بسهولة والانتخابات قريبة, هل سيقولون لا نريد انتخابات؟ ام سيقولون ان الانتخابات مزورة مسبقا ؟ والناس عرفتهم جيدا وخصوصا في مناطقهم ومدنهم فماذا سيفعلون ؟
هل سيحتاجون الى مفوضية انتخابات ناتي بها من جزر الواق واق ليصدقوا بنتائجها؟
بالتاكيد ان الطريق الوحيد الذي لا اظن انهم سيسلكوه هو الاعتراف بالخطأ وتسليم الارهابيين والرضا بمحاكمتهم .
لقد عرف الانباريون والفلوجيون قبل غيرهم ما هو الخطر المترتب على اللعب بالنار.فماذا سيفعل المهيجون؟ بعد ان بدات اصابعهم تحترق بالنار التي اوقدوها وبدأوا بدفع الثمن, هل سيعترفون ؟ وهل سينفع الاعتراف بعد فوات الاوان.
*كامل الكناني