وكان الرئيس التنفيذي لشركة يوتلسات الفرنسي "ميشال دي روزن" الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية، قد أصدر تعليمات للشركات الناشطة في مجال الفضائيات والاقمار الاصطناعية تقضي بشطب الفضائيات الايرانية وايقاف بث برامجها.
وحذر "دي روزن" هذه الشركات من مغبة التنصل عن هذه التوجيهات وعدم تنفيذها، زاعما ان شطب القنوات الفضائية الايرانية يأتي في إطار الحظر الاوروامريكي المفروض على رئيس مؤسسة الاذاعة و التلفزيون الايراني.
وهدد "دي روزن" شركات البث الفضائية انه لو لم تبادر بقطع القنوات الايرانية فسيتم تجميد جميع اموالها في اميركا وذلك استنادا للحظر الاميركي الجديد ضد طهران كما ان مسؤولي هذه الشركات سيكونون غير مسموحين بزيارة الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التهديدات في الوقت الذي يقول فيه بعض المسؤولين الاوروبيين، ان الحظر الأوروبي غير مرتبط إطلاقا بتهديدات شركة يوتلسات ضد وسائل الإعلام الإيرانية ولذلك فان خطوة يوتلسات هذه، تعد عملا اعتباطيا.
هذا ولم يتضمن الحظر الاميركي الجديد ضد ايران، أي آلية تنفيذية لفرض قيود على وسائل الاعلام الايرانية والتصدي للاشخاص والمؤسسات التي تتعامل معها في السياق ذاته، حدد رئيس شرکة يوتلسات، مهلة لبعض الشركات الاوروبية من أجل قطع القنوات الفضائية الايرانية؛ وعلى سبيل المثال فقد حدد مهلة لمدة يومين لشركة "اس تي ان" ، كي تقوم بوقف بث قناة العالم الاخبارية.
ولم تكتف الشركة (يوتلسات) باستهداف قناتي برس تي في والعالم الفضائيتين، بل ان الشركة أمرت بوقف بث الفضائيات الثقافية والفكرية الايرانية الأخرى كـ "آي فيلم" التي تقوم بعرض الأفلام والمسلسلات الايرانية بدبلجة عربية أو" قناة الكوثر" التي تبث برامج ذات مضامين فكرية وثقافية.
وكانت شركة يوتلسات وفي خطوة مثيرة للجدل، قد أمرت شركة "هيسبا سات" الاسبانية بقطع بث قناة "هيسبان تي في" الايرانية الناطقة باللغة الاسبانية، وكذلك قناة "برس تي في" الانجليزية من قسم البث الفضائي في اسبانيا واميركا اللاتينة.
وهذه القيود إزاء نشر الآراء والافكار المناهضة للتيارات الصهيونية والغربية، ليست جديدة حيث شاهدنا قبل اندلاع الثورات العربية في المنطقة وبلوغ موجات الصحوة الاسلامية ذروتها، كان يتم التشويش على ترددات قناة العالم، الخطوة التي لم تتوقف بعد ولازالت متواصلة، وقبل عامين أي قبل انطلاق موجة الصحوة الاسلامية، تم شطب قناة العالم من قمري عربسات ونايل سات في خطوة غير قانونية تماما .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماذا تبث القنوات الايرانية من برامج ليصار الى شطبها وإيقاف بث برامجها ، ويتحد ضدها الصهاينة والامريكان والاوروبيين وذيولهم في المنطقة ؟ فالجواب نقرأه في مقال كتبه الكاتب السعودي محمد الرشيدي هاجم فيه القنوات الايرانية واعتبرها الناقلة لما يجري من حقائق في بلدان المنطقة وخاصة في البحرين وما تقوم به حكومة آل خليفة من قمع للثورة والثوار، مدعيا بأن القنوات الفضائية الإيرانية تؤلب رجل الشارع العادي وتجعله منساقا بشكل خطير ومؤثرعلى المدى البعيد، في ظل حالة الصمت الرهيبة التي نعيشها، وغير مقدرين لأخطار هذه الفضائيات.
ويعترف الكاتب السعودي بفشل الفضائيات السعودية الممولة بملايين الدولارات مثل روتانا وام بي سي وكذلك قناة العربية في مواجهة القنوات الايرانية ويرى بأن قناة العربية تحتاج بالفعل لتغيير استراتيجيتها في ظل تنامي الفضائيات الايرانية، الأمر يجب الا يعد مجرد فضائيات صغيرة وتفتقر للصدقية الإعلامية، الامر اهم بكثير لكون " سموم" هذه الفضائيات كما يزعم قد يكون مؤثرا بدرجة قد لا تكون مباشرة في وقتها، وكذلك الحال مع قنواتنا الأخرى، فبدلا من المنافسة بين الفضائيات بمسابقات الغناء والرقص، اتمنى أن يكون التنافس بينها ايضا في صد المد الفضائي الإيراني خصوصا ضدنا، فليس من المعقول ان تعلن مملكة البحرين لوحدها التضرر الكبير الذي اصابها ، وبقية دول الخليج (الفارسي) تقف كالمتفرج امامها ويضيف الكاتب السعودي المنزعج جدا من برامج الفضائيات الايرانية ويقول: اتمنى ان لا نغفل جانب الفضائيات في محاولتها للتأثير على شعوبنا بسمومها".
الكاتب السعودي وغيره من كتاب البترودولار، يعترفون بفشل الفضائيات السعودية وخاصة قنوات أم بي سي الثمانية في مواجهة برامج الفضائيات الايرانية التي تتابع الاحداث في الشرق الاوسط وخاصة في فلسطين ولبنان ودول الخليج الفارسي وتقدم مادة دسمة عن الواقع المعاش في المنطقة والتي تحاول وسائل الاعلام السعودية والعربية تشويه ما يجري فيها، وقلب الحقائق وتخدير الشباب عن طريق الفضائيات التي تبث صور وافلام وتنشر ثقافة الميوعة والخلاعة والرقص والمجون ومسابقات الجمال ونشر المساحيق وأدوات الماكياج والعطور والاهتمام بالجسم ونحافته وجمال المرأة وموديلات الفساتين وطريقة أكلها وشربها وحتى مشيتها وطريقة كلامها وضحكتها وتعاملها مع الجنس الآخر..
ومن الطبيعي ان الامريكان والصهاينة والغربيين واتباعهم في دول المنطقة لا يرتاحون لبرامج الفضائيات الايرانية ، ولهذا السبب يصدرون التوجيهات لوقف بث برامجها ، لكي لا يتابع الشباب العربي والمسلم برامج هذه الفضائيات ويجبر على مشاهدة برامج الفضائيات التي تخدم الغرب أو تبث برامج تدعو الشباب الى الانضمام الى الجماعات الارهابية المسلحة لإرسالها الى البلدان العربية والاسلامية لمحاربة الكفار حسب زعمها، وتفجير السيارات المفخخة في جموع المسلمين الابرياء.
*شاكر كسرائي