"لكن هذه الرؤية الوردية لسوريا معتدلة وعلمانية بعد الأسد لن تتحقق ما دامت الولايات المتحدة تواصل اعتمادها على حلفاء إقليميين مصلحتهم ضئيلة في الوصول إلى نتيجة كهذه".
وتضيف الصحيفة أن "الرئيس باراك أوباما قد بالغ في الاعتماد على تركيا في محاولة إقصاء الرئيس بشار الأسد عن السلطة، ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية جون كيري العاصمة أنقرة لاحقاً هذا الأسبوع".
"غير أن تركيا هي جزء من المشكلة. فهي تعمل على تسخين الصراع المذهبي في سوريا، بدلاً من أن تسهم في حل سلمي تعددي في هذا البلد".
وتلاحظ الصحيفة أنه"في الوقت الذي تشجع فيه إدارة أوباما تشكيل ائتلاف سوري معارض أوسع نطاقاً، يجري من خلاله تقييد نفوذ من تسميهم الإسلاميين،"
"فإن تركيا لا تقدم مساعدة على هذا الخط أبداً. وبدلاً من ذلك، تواصل الحكومة التركية بكل قوتها أن تدعم جماعة الإخوان المسلمين".
"وتسيطر جماعة الإخوان على المجلس الوطني السوري، الذي يتخذ اسطنبول مقراً، وقد استطاعت التفوق على المجموعات الاخرى في الائتلاف المعارض الجديد،"
"ومن خلال ذلك أحبطت على نحو فعّال الجهود الأميركية في تعزيز موقع غير الإسلاميين".
علاوة على ذلك، ترى الصحيفة أنه"عبر دعمها موقف السنة في سوريا، لم تجر الحكومة التركية اي محاولة لإبداء تعاطفها مع مخاوف الأقليات العلوية والمسيحية والكردية".
"وقد دعم العلويون والمسيحيون الحكومة بأعداد كبيرة، وهم يخشون الانتقام منهم في حال سقوط النظام السوري الشرعي".
"وقد وفرت تركيا ملاذا مهماً للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل النظام السوري، وساعدت على تسليحهم وتدريبهم".
"كما تغط تركيا الطرف عن وجود من تعتبرهم جهاديين على أراضيها، وقد استغلتهم أيضاً لقمع تطلعات الأكراد في سوريا".
ثم يخلص الكاتب إلى القول إن"على الولايات المتحدة أن تكون حذرة حيال المراهنة على القوى السنية (خاصة تركيا)، التي تعطي الأولوية لأجنداتها الطائفية التي تتعارض مع ما يعتبره مصلحة أميركا في تعزيز التعددية والتسامح".
ثم يحذر من أنه "في حال تركت الأمور على حالها، فإن تزايد الحالة الطاءفية قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية خطرة".