وشدد النائب بروجردي في لقاء خاص لقناة العالم الاخبارية الاحد: على ان تشديد الحظر من قبل الغرب على الشعب الايراني لن يساهم في انجاح المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 المقرر بدء جولة جديدة منها يوم غد الثلاثاء في المآتي بكازاخستان، معتبرا ان الرفض الايراني للمفاوضات مع الولايات المتحدة ليس مطلقا وان تغيير السياسيات الاميركية حيال ايران يمكن ان يوفر ارضية مناسبة للتفاوض.
القرار النووي بيد مجلس الامن القومي
وقال اذا ما كان مقررا ان يتم التفاوض مع مجموعة 5+1 حول وقف التخصيب بنسبة 20 بالمئة للاغراض الطبية في ايران، فستنظر ايران انه ماذا سيكون في المقابل، مشيرا الى ان القرار في هذا الصدد هو بيد مجلس الامن القومي، ولا يتدخل مجلس الشورى في الملف النووي الا عند الضرورة.
واشار بروجردي الى ان مجلس الشورى تدخل قبل عدة سنوات وقرر الزام الحكومة بعدم الاستمرار في الالتزام بالبروتوكول الملحق بمعاهدة منع الانتشار النووي الذي كان قد تم قبوله طوعا من قبل ايران.
الضغوط على الشعب لن توقف التخصيب
واكد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي النائب علاء الدين بروجردي ضرورة "الغاء كل الحظر عن ايران مقابل وقفها التخصيب بنسبة 20%"، واوضح ان هذا يعبر عن رأيه الخاص، وليس رأي مجلس الامن القومي، معتبرا ان على الغرب الا يتوقعن ان تؤدي الضغوط وتشديد الحظر على الشعب الايراني الى وقف التخصيب، لان ذلك سيكون عملا غير منطقي فعلا.
وشدد بروجردي على حق ايران في تخصيب اليورانيوم، واعتبر ان "من الممكن ان تحتاج الجمهورية الاسلامية في المستقبل الى نسبة اعلى من التخصيب، لتشغيل السفن العابرة للمحيطات التي تعمل بالوقود النووي المخصب بنسبة 40% الى 50%"، منوها الى ان "هذا الحق يجب ان يبقى محفوظا لايران".
نظرة واقعية من الغرب تنجح مفاوضات كازاخستان
وقلل من اهمية ما تناقلته وسائل الاعلام من ان الرزمة الغربية التي ستقدم لايران من قبل دول مجموعة 5+1 في جولة المفاوضات المقرر عقدها بين الجانبين غدا في كازاخستان، تشمل رفع الحظر عن توريد الذهب الى ايران مقابل اغلاق بعض منشآتها النووية او وقف التخصيب بنسبة 20% او ما الى ذلك وقال ان ذلك امر غير مقبول وغير واقعي، منوها الى ان "نظرة واقعية من قبل الجانب الغربي يمكن ان تساهم في انجاح المفاوضات بين الجانبين".
واكد بروجردي على الغرب ان يدرك ان ايران ليست كما في السابق حيث كان يرفض الغرب ان تمتلك حتى جهازي طرد مركزي، او ما كانت عليه من افتقار للقدرات الصاروخية في ايام الحرب المفروضة عليها من العراق (1980-1988)، معتبرا ان ايران اليوم تعتبر قوة صاروخية، وان النظرة غير الواقعية والفوقية والاستعلائية من قبل الغرب لن تؤدي بالمفاوضات بينه وبين ايران الى نتيجة.
فتوى القائد بحرمة التسلح النووي خط احمر
واشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي النائب علاء الدين بروجردي الى فتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله خامنئي بالحرمة الشرعية لصنع وامتلاك الاسلحة النووية واعتبر ان "ذلك يمثل خطا احمر للجمهورية الاسلامية"، مشددا على ايران ليست ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي ولن تصنع قنبلة نووية فحسب، بل انها تعارض بجد وجود مثل هذا السلاح القاتل في اي مكان في العالم.
واوضح بروجردي ان ايران تعتبر وجود حتى قنبلة واحدة خطرا على السلام العالمي، لانه يمكن ان يكون هناك ترومن اخر ويأمر بالاستفادة منها، في اشارة الى الرئيس الاميركي السبق هاري ترومن الذي امر بقصف اليابان بالقنابل النووية في عام 1944 ابان الحرب العالمية الثانية، معتبرا ان العالم قلق من تكرار ماساة هيروشيما وناكازاكي، ويجب رفع هذا القلق.
واشار الى مفاعل طهران البحثي بناه الاميركيون قبل اكثر من 40 سنة، وكانت نسبة تخصيب اليورانيوم المستخدجم في الوقود فيه ابتداء 93%، ومن ثم تم تقليلها الى 20%، منوها الى ان هذا المفاعل ينتج ادوية لنحو مليون مريض يعانون من انواع السرطان، ولذلك فان له اهمية حيوية، ويجب ان يكون استمرار عمله مهما للغرب الذي يدعي الدفاع عن حقوق الانسان.
مماطلة الغر ب اضطرت ايران للتخصيب
وتابع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي النائب علاء الدين بروجردي الى ان ايران لم تكن تريد القيام بالتخصيب بنسبة 20% لكن وقود مفاعل طهران شارف على الانتهاء وقد طلبت ايران رسميا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتزويدها بالوقود اللازم لاستمرار تشغيل المفاعل، موضحا ان الوكالة احالت الامر الى روسيا وفرنسا، ولم تلق ايران الا التسويف والمماطلة والبقاء في الدوامة على مدى اشهر، لذلك فان ايران اضطرت بسبب عدم التزام الوكالة بتعهداته ان تبدأ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
وبين بروجردي ان ايران طلبت من الغرب بعد ذلك ان يحول الغرب اليورانيوم الذي تخصبه ايران الى صفائح وقود، لانها لم تملك حينها هذه التقنية، لكن الغرب اراد ان يلهو ويلعب، لذلك فان العلماء الايرانيين قاموا بانتاج صفائح الوقود بانفسهم، وحل هذه المشكلة.
ايران ستبني المزيد من المحاطات النووية
واكد مجلس الشورى الاسلامي اقر خطة لانتاج الكهرباء 20 الف ميغاواط من خلال بناء المزيد من المحطات النووية خلال الاعوام العشرين المقبلة، مشيرا الى ان الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وغيرهما من الدول الاوروبية منعت شركاتها من التعاون مع ايران في مجاتل انشاء المحطات النووية.
واشار بروجردي الى ان المتخصصين الايرانيين يعملون الان على انشاء محطة بطاقة 360 ميغاواط، واعتبر ان هذه التجربة التي تمثل الاولى من نوعها لايران ستجعلها تستكمل خبرتها في الاستفادة من هذه التقنية، مشيرا الى ان "الغرب سيفقد بذلك مشاريع بقيمة عدة مليارات دولار في ايران"، لان ايران اما ستنشئ هذه المحطات بنفسها او تعهد بها الى روسيا التي لها موقف اكثر عقلانية من الغرب ازاء ايران.
ايران ستصدر اليورانيوم للدول الاخرى
وتابع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي النائب علاء الدين بروجردي ان "ايران ستواصل تخصيب اليورانيوم وانتاج الوقود النووي ليس فقط لسد حاجة الداخل، وانما لغرض التصدير للدول الاخرى" ايضا، مشيرا الى ان ايران لها الحق في ذلك مثل المانيا والارجنتين اللتين يمثل تخصيب وتصدير اليورانيوم تجارة رابحة لهما.
اميركا طلبت مفاوضة ايران، ورفض طهران ليس مطلقا
وحول ما دار مؤخرا حول التفاوض بين ايران والولايات المتحدة قال بروجردي ان هذا ليس امرا جديدا، وان "الجانب الاميركي طلب ذلك في كل جولة من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1"، مؤكدا ان "مشكلة ايران ليست مع الشعب الاميركي وانما مع السياسيات الظالمة للحكومات الاميركية المتعاقبة منذ عقود حيال ايران"، و "مادامت لم تتغير فلا ارضية ولا مجال للتفاوض بين البلدين".
واوضح ان ايران تفاوضت مع الولايات المتحدة حول العراق في ثلاث جولات، واعتبر ان ذلك بين ان "الرفض الايراني للمفاوضات مع الولايات المتحدة ليس مطلقا"، منتقدا موقف الولايات المتحدة التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان حيال قضايا سوريا وفلسطين والبحرين التي يفقد فيها الاف الناس ارواحهم في ظل السياسات الغربية الخاطئة.
MKH-24-21:35