صحيفة حمايت: انتفاضة الأسرى
في مقال افتتاحي في صحيفة "حمايت" تحت عنوان "إنتفاضة الأسرى" تشير الصحيفة إلى أن القضية الفلسطينية لاتزال تمثل القضية الرئيسية بالنسبة للتطورات الإقليمية، على الرغم من أن وسائل الإعلام والدوائر السياسية الصهيونية والغربية تحاول استبدال هذه القضية بدرج مواضيع وقضايا هامشية.
ومضت الصحيفة للقول إن من بين النقاط المثيرة للاهتمام في هذا الملف هي الظروف التي يعاني منها الأسرى الفلسطينين القابعين في سجون الاحتلال، وفي هذا المقام، فالوقائع تشير إلى أن أكثر من 8 ملايين فلسطيني من أبناء الأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، قد تعرضوا للاعتقال والتوقيف منذ العام 1967 وحتى اللحظة من قبل قوات الإرهاب الصهيوني كما وأن تقارير منظمات حقوق الإنسان تؤكد بأن المعتقلين الفلسطينيين يعانون من ظروف صعبة للغاية.
واستطرت الافتتاحية مضيفة: ومن المعلوم أن هناك أعداداً كبيرة من الأسرى يعانون من ظروف مأساوية ومن أمراض خطرة ومزمنة، كأمراض السرطان، جراء انعدام الرعاية الصحية والطبية وسوء التغذية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية الجديرة بالاهتمام حالياً هي إعلان نحو 800 أسير أخيراً لجولة جديدة من التحرك، وإعلانهم اعتصاباً عاماً واضراباً مفتوحاً عن الطعام، وذلك احتجاجاً على الجرائم الصهيونية الأخيرة والممارسات التعسفية، التي تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية، حيث يمكن إطلاق اسم "إنتفاضة الأسرى" على هذه المبادرة الجديدة.
وأوضحت الافتتاحية بأن هذه المبادرة تحتوي على محاور عدة مهمة، الأولى أن هذه المبادرة تعبتر درساً لجيمع الفلسطينيين، وهي أن المقاومة والصمود تعتبر السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المظلوم والطريق الأوحد لتحقيق مباديء وقيم القضية الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن انتفاضة الأسرى هذه يمكن أن تكون عامل بطلان على النهج الذي تتبعة بعض الأطياف الفلسطينية هذه الأيام خلف الكواليس والتساوم مع المحتل.
وتابعت الصحيفة: أما النقطة الأخرى هي أن أسلوب تعامل الصهاينة مع الأسرى الفلسطينيين يسلط الضوء على حقيقة مفادها أن هذا النظام الغاصب لن يسعى أبداً لتحقيق السلام، وأن هدفة الوحيد هو تدمير كل ماهو فلسطيني.
ثالثاً أن اللامبالاة والمواقف الضعيفة للأمم المتحدة والدول الغربية التي تتمشدق برعاية حقوق الإنسان وحتى الدول العربية الداعية للتساوم على القضية الفلسطينية، حيال قضية الأسرى الفلسطينيين، تشير إلى إن أنهم جميعاً كالصهاينة، لم يعيروا اهتماماً بالقضية الفلسطينية وأن ادعاءاتهم ومزاعمهم فقط من أجل تبرير مسيرة التسوية لاغير.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل ماتقدم يؤكد بأن "انتفاضة الأسرى الفلسطينيين" هي تحركاً أصيلاً يكشف للفلسطينيين بأن لاسبيل أمامهم لنيل حقوقهم إلا عن طريق المقاومة وفي ظل الوحدة الوطنية.
واختتمت الافتتاحية قائلة: لماذا؟ لأن لا المجاميع الفلسطينية المساومة، ولا الصهاينة ولا الأمم المتحدة ولا الدول العربية العميلة والحليفة للغرب، لن يخطوا جميعاً أية خطوة من أجل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني بما فيهم الأسرى، وأن المقاومة هي وحدها القادرة على تحقيق آمال وتطلعات الفلسطينيين، وخير مثال وأوضح برهان على هذا هو ماشاهدناه خلال حرب الـ22 يوماً وحرب الأيام الثمانية في غزة.