الإنجاز تناولته وسائل الإعلام العالمية بكثير اهتمام كونه الأول من نوعه في إيران التي رغم تعرضها للحظر الاقتصادي والنفطي ورغم التهديدات بالحرب عليها تمكنت عبر خبراتها الذاتية من تحقيق مثل هذا الإنجاز .
تقرير...نعتذر لكم مشاهدينا عن قطع هذا البرنامج الوثائقي ونتابع سوياً هذه الصور التي جاءت تواً لإطلاق المسبار بشغام الذي أعلنت إيران إطلاقه إلى الفضاء بنجاح وعودته إلى الأرض بعد تحقيق الأهداف المحددة له.
كانت هذه الصور الأولى التي عرضها تلفزيون"العالم" يوم الثامن والعشرين من يناير كانون الثاني الماضي أتبعت بتقرير مفصل يشرح تفاصيل الإنجاز.
خطوة أخرى تخطوها إيران في المجال الفضائي عبر إطلاق صاروخ آخر يحمل مسباراً، المشروع الذي يأتي كثمرة للتعاون بين مؤسسة الصناعات الجو فضائية في وزارة الدفاع ووكالة الفضاء الإيرانية تقتصر تقنيته على دول محدودة في العالم، اكتملت الإعدادات لعملية الإطلاق بالتنسيق بين الفرق المشرفة على العملية في محطات التحكم الأرضية، والتي تشرف على سرعة الصاروخ ومساره وارتفاعه ومراقبة الحياة في الكبسولة ووضع الكائن الحي بيولوجياً وفيزيولوجياً.. لقد حققت العملية أهدافها بنسبة نجاح تساوي مئة بالمئة، ولقد استعدنا الكائن الحي سالماً بصورة كاملة بعد الوصول إلى الارتفاع المطلوب.
ما بثته قناة العالم ووسائل الإعلام الإيرانية الأخرى عن نجاح إطلاق المسبار وإعادته إلى الأرض تناولته وسائل الإعلام العالمية ورأت فيه انجازا علميا إيرانيا كبيرا.
أكدت إيران الإثنين إحراز خطوة كبرى في سعيها إلى إرسال بشرٍ إل الفضاء مع الحول عام 2020 بإرسال قردٍ على متن مسبار إلى ارتفاع 120 كلم وإعادته سالماً وبدت الصورة التي بثتها وسائل الإعلام الإيرانية قرد صغيرة تم تثبيت رأسه في مقعد معدني في صاروخٍ استقر على منصة إطلاق، وصورة هذه العملية كمرحلة أولى قبل إرسال إنسان إلى الفضاء في غضون خمسة إلى ثمانية أعوام.
إيران تطلق كبسولة على الفضاء تقل قرداً، القرد عاد معافاً عند هبوط الكبسولة إلى الأرض برحلة استمرت نحو 20 دقيقة، كبسولة ثمث بشغام أقلت القرد إلى ارتفاع 120 كلم.
أعلنت طهران أنها أطلقت إلى الفضاء بنجاح كبسولة تقل قرداً واستعادته معافاً عند هبوطها وذلك في رحلة استمرت نحو عشرين دقيقة، ويعد ذلك تقدماً في برنامج الصواريخ والفضاء الإيراني، المسير للجدل.
إنه إنجاز رئيسي لمنظمة الأبحاث الجيو فضائية الإيرانية، الدولة نجحت في إرسال مسبار يحتوي على قردٍ إلى الفضاء، وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي وصف الخطوة بالإنجاز الكبير للخبراء والعلماء الإيرانيين مؤكداً أن القرد كان حياً عند الهبوط، وأضاف إنها خطوة أولى نحو استكشاف الفضاء.
وكانت إيران أرسلت بنجاح مسباراً في شباط فبراير 2010 يحوي جرذاً وسلاحف وحشرات، كما أرسلت العديد من الأقمار الصناعية منذ العالم 2009، وتمكنت طهران في شباط الماضي من وضع قمرٍ صناعي صغير للمراقبة في مدار حول الأرض وقد تم إطلاقه على متن صاروخ سفير ب، كما أعلنت منظمة الصناعات الجو فضائية الإيرانية أنها تنتج العديد من الأقمار الصناعية من طراز ب حالياً مؤكدة أنا بصدد إطلاق قمري صناعيين قبل العشرين من آذار مارس القادم، وأنها ستطلقهما عبر ناقل القمر الصناعي سفير باء واحد.
هكذا حققت إيران إنجازها العلمي وهكذا تناقلته وسائل الإعلام العالمية والعربية غير أن الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي لم يريا في الخطوة إلا خسارة لهما في جعل الجمهورية الإسلامية في موقع الضعف والاستسلام لتهديداتهما المتواصلة فحاولا التقليل من أهمية هذا الإنجاز وتناغمت معهما في ذلك بعض وسائل الإعلام العربية وتحديدا صحيفة الشرق الأوسط السعودية
تقرير ... أكد مدير هندسة النظام في برنامج الفضاء المصري أبو بكر الهادي أن ما تحققه إيران من انجازات علمية وتقنية تخدم البشرية جمعاء. وقال إن خطوة إيران باطلاق كبسولة تحتوي على قرد الى الفضاء الخارجي والعودة به بسلام الى الارض تعتبر قفزة نحو المستقبل.
ورد على الموقف الأميركي من هذا الإنجاز العلمي لإيران وتنديد الإدارة الأميركية بالقول ليس من حق الشرق والغرب أن يحتكروا العلوم لأنفسهم ويعتبروها أمورا حصرية لا يجوز لغيرهم أن يطلع عليها.
وكانت الولايات المتحدة نددت بالتجربة العلمية الايرانية .
أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن انزعاجها من نجاح إيران بإرسال مسبارٍ إلى الفضاء يحمل قرداً، في رحلة استمرت عشرين دقيقة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن إيران أكدت أنها حققت خطوة كبرى في سعيها إلى إرسال بشرٍ إلى الفضاء مع حلول العام 2020 مذكرة بما وصفته بالمخاوف المعرفة للولايات المتحدة إزاء تطوير إيران تكنولوجيا تتيح إطلاق شحنات إلى الفضاء وأن أي إطلاق في الفضاء لشحنة قادرة على وضع جسمٍ ما في المدار مرتبط مباشرة بتطوير صواريخ بالستية طويلة المدى.
وعلى غرار الولايات المتحدة سعى الكيان الإسرئيلي عبر إعلامه إلى التقليل من أهمية الإنجاز الإيراني.
حالياً تفاخرت إيران اليوم بإطلاق ناجحٍ لصاروخٍ يحمل بداخله قرداً لم يختر طوعاً مهنة فضائي، وبلغ ارتفاع 260كلم، وهبط بسلام، لا يوجد هنا إنجاز تقني مثير للانطباع، لا في الصاروخ الذي هو من نوع بصيت خاص بالأرصاد الجوية، ولا في الأنظمة التي استعرضها الإيرانيون، لكن بعد إخفاقين في إطلاق قمرين صناعيين في السنة الماضية فإن هذا بالنسبة إليهم إنجاز.
وبشكل مثير للانتباه تناغمت صحيفة الشرق الأوسط السعودية مع الموقف الأميركي الإسرائيلي في التشكيك أن تكون إيران قد أطلقت مسبارا الى الفضاء الخارجي. وتبنت في عنوان رئيس وجهة نظر رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية يتسحاق بن يسرائيل التي نقلت عنه أن إيران لم تطلق صاروخا إلى الفضاء وأن هذه لعبة إعلامية أكثر من كونها أي شيء آخر.
ويطرح تساؤل هنا : لماذا يشكك بعض الإعلام العربي وتحديدا صحيفة الشرق الأوسط السعودية بالإنجاز الإيراني الأخير . فقد كان من المفروض أن تسأل الصحيفة علماء عرب متخصصين في الفضاء والاقمار الصناعية عن الإنجاز الإيراني لا أن تنقل رأي علماء إسرائيليين .
والصحيفة التي تسخر من الإنجاز العلمي الايراني، لم تذكر لنا ماذا فعلت الحكومة السعودية التي تنتمي إليها وحكومات عربية أخرى غنية بأموال النفط، في المجال العلمي؟ وماذا قدمت هذه الحكومات التي تشتري مليارات الدولارات أسلحة ومعدات عسكرية سنويا من الولايات المتحدة وأوروبا ، من إنجازات علمية للشعوب العربية؟
وهل تمكنت هذه الحكومات من انجاز مشروع صناعي وانجاز علمي واحد دون الاستفادة من خبرات الغرب؟ وهل هي بصدد بناء مفاعلات نووية بايدي خبرائها أم أنها تعقد صفقات مع بلدان أوروبية لبناء مفاعلات نووية بأيدي خبراء أوروبيين لا محليين من أجل التباهي أمام إيران.
إن وسائل الاعلام العربية التي تسخر من الإنجاز العلمي الايراني لم تقدم لنا حتى الآن إنجازا علميا واحدا يمكنها بواسطته التباهي أمام الإسرائيليين، بل إنها تنقل وجهات نظر إسرائيلية لتفند بها الإنجاز العلمي الإيراني.
والمضحك المبكي أن يكتب صحفي يدعى عادل الطريفي مقالا مثيرا للسخرية في نفس الصحيفة السعودية بعنوان "ماذا جرى للقرد الفضائي؟" يتحدث فيه عن نقصان الأدوية في إيران بسبب العقوبات الدولية عليها ويعلن عن ارتياحه لتأثيرها على إيران.
وينهي مقاله بالقول : إن القرد حين يسافر إلى الفضاء ستبتلعه الهوة السوداء .
ولعل الصحفي السعودي استعار سخريته المقيتة هذه من الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند التي أبدت شفقتها خلال تعليقها على الإنجاز العلمي الإيراني على حالة "القرد الصغير المسكين".