في كشف ما دار في الكواليس ليلة التصويت على قرار بشأن سوريا نقلت القناة الثانية الفرنسية أنباءً عن حوار ساخن دار بين مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين وحمد رئيس وزراء قطر قبيل التصويت على قرار حول سوريا، حيث وجه القطري حمد إلى تشوركين تهديداً من مغبة إقدام روسيا على استخدام حق النقد الفيتو، فما كان من تشوركين إلا أن رد عليه بكل هدوء قائلاً له إذا عدت لتتكلم معي بهذه النبرة مرة أخرى لن يكون هناك شيء اسمه قطر بعد اليوم. تشوركين قال إنه يتحدث باسم روسيا العظمى ومع الكبار فقط مخاطب حمد أنت ضيف على مجلس الأمن فاحترم نفسك.
كان هذا قبل نحو سنة عندما استخدمت موسكو الفيتو ضد مشروع قرار أميركي ضد سورية في مجلس الأمن . عندها ثارت ثائرة رئيس الوزراء القطري مهددا المندوب الروسي في المجلس , ما كشف حينها عن مدى ما ذهبت إليه قطر في تدخلها في سورية .
وبعد أن شتم مندوب روسيا رئيس وزراء قطر وهدده بنسف قطر ، تم الكشف عن وثيقة تؤكد قيام قطر بدفع آلاف الدولارات بشكل شهري لبعض الكتاب في روسيا من أجل تأسيس موقع على الانترنت وفبركة مواد وأخبار لترويجها بما يخدم المؤامرة التي تتعرض لها سورية.
وفي الثالث والعشرين من يناير كانون الثاني الماضي نشر موقع عاجل الالكتروني وثائق جديدة نشرتها بالتزامن جريدة الأخبار اللبنانية كشفت مدى الضغوط القطرية التي تمارس على موسكو لتغيير موقفها من سورية . وهذه بعضها .
خمس وثائق من مراسلات وزارة الخارجية القطرية تحتوي اثنين منها على محضر اجتماع بين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني والرئيس المصري محمد مرسي عُقِد في سبتمبر أيلول الماضي يتطرقان فيه إلى الوضع في سورية. يتحدث حمد عن اتصال مع روسيا لإقناعها بالتخلي عن الرئيس الأسد، مع عرض تعهدات مما يسمى الجيش الحر بالحفاظ على قاعدتها البحرية على سواحل سورية .
وفي نص الاتفاق، يظهر أن ما قدمته قطر إلى مصر لم يكن سوى قروض بفوائد مقابل امتيازات كالاستثمار في الحديد والصلب.
وتشير الوثيقة إلى أن المسؤول القطري قال للرئيس المصري للأسف الروس لو يقولون كلمة سوف يتم إنهاء النظام في سورية وروسيا إلى الآن متمسكة بالأمر وتكلمت مع الرئيس بوتين بالهاتف خلال أربعين دقيقة وكانت مكالمة سيئة مع العلم كانت علاقتي به ممتازة ولكن المكالمة فاشلة . ولكن الآن بدأوا يفقدون توازنهم ويريدون حل فسأل الرئيس مرسي لماذا يريدونه ؟
فأجاب حمد بن جاسم لديهم قاعدة بحرية في سورية وقلنا لهم سنعمل تعهدا بينكم وبين الجيش الحر ولكن لم يوافقوا.
أما الوثيقة الثانية، فعبارة عن محضر اجتماع في أكتوبر تشرين الاول 2011 بين ولي العهد القطري تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية التركي. وفيه، يتحدّث الأخير عن ضرورة عدم منح الرئيس بشّار الأسد فرصة للحكم حتى العام 2014 لأنه سيقضي بذلك على المعارضة.
تقرير... هكذا كان اللقاء بين أمير قطر وتسيبي ليفني . حينها ربما كان الهدف القطري هو دعم الشعب الإسرائيلي بين مزدوجين على طريقة دعم الشعب السوري هذه الأيام . وهو دعم استمر وتواصل ولكن مع تغيير الوجوه فبنيامين نتنياهو تلقى دعما قطريا ماليا في حملته الانتخابية الأخيرة كما كشفت تسيبي ليفني للقناة الإسرائيلية الأولى .
كشفت رئيسة حزب الحركة تسيبي ليفني عن قيام قطر بتمويل الحملة الانتخابية لنتنياهو بثلاثة ملايين دولار، فيما حصل حزب إسرائيل بيتنا بقيادة ليبرمان على مبلغ مليونين ونصف المليون دولار، وعند التطرق إلى تاريخ علاقات قطر بالكيان الصهيوني فحدث ولا حرج، حيث بدأت هذه العلاقات بتعاون اقتصادي مفتوح ثم تدرج ليشمل المستوى الأمني.
أرحب بمدير مركز الارتكاز الإعلامي الأستاذ سالم زهران، أهلاً بك معنا في هذه الحلقة.. بداية أستاذ سالم لماذا تدعم قطر نتنياهو في حمته الانتخابية وهو بطل الاستيطان ومخطط فصل القدس عن الضفة الغربية المحتلتين؟
ج: أهلاً وسهلاً بك، سواء أكان نتنياهو أو أي مسؤول صهيوني آخر فهو في حكم الدائر في الشيطان الأكبر ودائرة الشيطان الأكبر، نحن لا نستطيع أن نتحدث عن نتنياهو كما لو أنه حالة شاذة عن حالات الكيان الصهيوني، أن كل من يترأس أو يعمل أو يكون جزء من السياسة الصهيونية هو حتماً عندنا في مقام القاتل، وفي مقام المجرم. أما السؤال لماذا تدعم قطر إسرائيل فهو علينا أن نعود إلى شقين أساسيين أو إلى مذكرتين أساسيتين، المذكرة الأولى تعدو سامي ريفل وهو كان مسؤول في هاز الموساد وكتب كتاب ملف العلاقات السرية بين قطر وإسرائيل نشر في العام 2001، روى فيه كيف أن إسرائيل كان لها دور في انقلاب حمد على والده، وروى كيف أن هذه إسرائيل عيها هي التي أسست المؤسستين الأساسيتين في قطر وهما السياسة الخارجية وقناة الجزيرة العربية، وهذا الكلام ليس لنا وليس افتراءً هذا كلام صادر عن سامي ريفل في مذكراته عام 2011.
أما المذكرات الثانية والتي ربما تجيب عن موضوع نتنياهو فتعود إلى تسيبي ليفني وزير الخارجية السابقة التي روت أيضاً في مذكراتها منذ أيام قليلة أنها مارست الجنس مع عدد كبير من أمراء الخليج وعلى رأسهم أمير قطر، وهذا الأمر بات مثبتاً. لذلك الحديث عن تورط قطري مع نتنياهو هو في الحقيقة تورط قطري مع إسرائيل، وأنت تقولي لي لماذا اختار نتنياهو بالذات وليس خصمه، فباعتقادي أن قطر كانت تعلم أن نتنياهو سوف يصل إلى سدة الحكم لذلك كانت تريد أن تشجعه، وقد راهنت على الحصان الرابح في السباق الإسرائيلي، لأن ملعب الإسرائيلي والملعب القطري للأسف يبدو أنهما أصبحا ملعباً واحد، واليوم يدور في الأواسط الشعبية عبارة قطرائيل التي تتقدم يوماً بعد يوم.