والترويع والاعتداء على الحرمات ودور العبادة دون أن يحرك العالم الحر مع مؤسساته الإنسانية و الحقوقية ساكنا بما يوحى أن وراء هذا الموقف السلبي قرارا إعلاميا دوليا ورغبة لبعض الدول ذات العلاقة بنظام الاستبداد والقمع البحريني في التعتيم على هذا الحراك الشعبي الرافض لنظام آل خليفة بالطول والعرض.
أن يقوم النظام السعودي بتوصية أمريكية واضحة بإرسال قواته المسلحة لمواجهة شعب عربي بالعنف فهذا وحده يشكل سابقة خطيرة وخروجا عن كل الأعراف الدولية التي تمنع التدخل في الدول الأخرى لمعارضة المطالب الشعبية إلا بإذن من مجلس الأمن و في ظروف وتحت شروط و بنود محددة وأن يتغطى النظام السعودي باتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي وبصدور رغبة في التدخل من ملك البحرين فهذا خطأ سياسي تاريخي لن ينساه الشعب البحريني الشقيق.
أن تغمض القنوات العربية وكل وسائل إعلام الخليج " الفارسي "بالذات عينيها على أحداث تقع على بعد أمتار قليلة من محطاتها ومكاتبها وأن تستمر هذه الحالة الإعلامية الإجرامية كل هذه المدة التي تعرض فيها الشعب البحريني إلى مصادرة حريته في التعبير عن نفسه وعن مطالبه الشرعية وإلى القتل والتعذيب والسحل والترويع فهذا أيضا يشكل خطأ مهنيا بكل المقاييس وسقوطا أخلاقيا لا مثيل له في العالم بل أن يتبرع بعض كتاب الدولار والبغاء الإعلامي بتوصيف الثورة البحرينية بأوصاف ونعوت لا تصدر إلا عن عقول مستأجرة بالكامل وإسقاط مفاهيم مرسلة على هذا الحراك الشعبي السلمي، فهذا دليل متاجرة بالدماء لغايات سياسية ومالية خسيسة لا تصدر إلا عن شخوص متهرئة من هذا النظام العبثي الخليجي المتآمر على المطالب والحقوق الشعبية العربية.
من يعرف عقول الأنظمة العربية الخليجية ومن يعرف الخط التحريري الذي تنتهجه وسائل إعلامها و من يعرف من هم شيوخ الدين الذين يسخرهم هذا النظام لتقديم الفتاوى الهزيلة المرتبكة ومن يعرف مدى غرق هذه الأنظمة الشمولية في حالات الفساد والمحسوبية والرشاوى الخيالية ومن يعرف أخيرا الخوف الذي يجرى في عروق هذه السلالة الحاكمة التي ترجع إلى ما قبل التاريخ وما قبل العصر الحجري يدرك بداهة أن كل ما يحصل من تآمر وتعتيم على الحراك البحريني هو ثمرة تدخل أجنبي وإملاءات غربية صهيونية بالأساس لا تريد خيرا للشعب البحريني وهمها الوحيد هو بقاء نظام يحافظ على التواجد العسكري في المنطقة وينزع ثياب الاحتشام عند مطالبته بتقديم الدعم للمشروع الأمريكي في المنطقة.
من النادر أن تتحدث قناة ”الثورات العربية” القطرية وقناة “أن تكذب أكثر” السعودية على ما يحدث في البحرين وكل ما ينقل أحيانا على الجزيرة الرياضية هي بعض أحداث سباق الفورمولا وان للسيارات للإيحاء بأن هذه المساحة البحرينية تشابه في كثير من نواحي التقدم إمارة موناكو أو بعض البلدان المتقدمة التي يكثر فيها السباق الرياضي الذي يكاد أن يكون حكرا على بعض البلدان المتقدمة القليلة أو بعض سباق الهجن الذي يتشبث به البعض في الخليج ويعطيه من المال والجهد ما لا يتحقق في نيل العلوم والمعارف التي تتقدم بالدول وتصنع منها علامات فارقة في تاريخ الحضارة البشرية.
أهل البحرين مسالمون لا يطالبون بأكثر من حقوقهم برفع الظلم والتمييز الطائفي وشيء من الحرية والديمقراطية وحق ممارسة هذه الحقوق دون التعرض إلى الاعتقال، ولذلك فمن يخرج في هذه المظاهرات السلمية التي حاول إعلام الكذب إسقاط نعوت طائفية عليها ووصفها بكل عبارات التخوين والتحقير والعمالة لدول إقليمية هم رعية من الشعب الذي له حقوق على السلطة الحاكمة التي من واجبها الأخلاقي على الأقل أن لا تواجهها عند مطالبتها بها بالرصاص والتعذيب وانتهاك الحرمات ومن يقفون اليوم في وجه هذه المطالب السلمية المحقة بإيعاز من دول إقليمية ودولية لها مصلحة في إبقاء هذه الشعوب تحت السيطرة والإذلال حتى لا تقوم بالمطالبة بخلع الحكام الخونة في هذه المنطقة التي ستهب عليها رياح التغيير الشعبي السلمي قريبا هم لا يقرؤون الأحداث الجارية جيدا. ثورة البحرين ثورة شعبية بوضوح وأهل البحرين أصحاب حق والإعلام المأجور الذي يحاول مداراة الحقيقية وحجبها ومسايرة نظام آل خليفة لن ينجح في مسعاه وسينتصر الشعب البحريني في ثورته وحقوقه.
احمد الفيصل ـ جريدة بدر العراقية