واعلن احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة الخميس، حضره ممثلون عن وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المصریة والعالمیة في القاهرة عقب اختتام أعمال القمة الثانیة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، استعداد ايران لتطوير العلاقات الدبلوماسية مع مصر وتبادل السفراء، وأكد أن حجم العلاقات الاقتصادية بين طهران والقاهرة لا يتناسب وامكاناتهما، مشيراً الى امكانية الوصول الى تبادل تجاري يصل الى ثلاثين مليار دولار سنوياً.
وأضاف احمدي نجاد أن ايران تملك طاقات كبيرة يمكن أن تتبادلها مع مصر، ولا قيود لديها في مجال التعاون العلمي والتقني.
واكد الرئيس الايراني ان اجتماعات القمة الاسلامية التي عقدت بالقاهرة كانت جادة وناقشت قضايا وأزمات المسلمين في العديد من المناطق لاسيما القضية الفلسطينية، مشيراً الى الامكانيات العظيمة التي تحظى بها منظمة التعاون الاسلامي على الصعيد الدولي وقال: لقد تم اتخاذ قرارات بالغة الاهمية ستجعل الأوضاع أفضل إذا ما جرى تنفيذها.
وحول الازمة السورية اعتبر الرئيس الايراني بان الحرية حق مكفول لكافة الشعوب والحكومات مسؤولة عن تأمينها لهم واضاف: يؤلمنا ما تمر به سوريا ونعمل على تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة لانهاء الازمة.
واشار الرئيس احمدي نجاد الى ان الوحدة في المواقف بشأن الأزمة السورية لا تتحقق بالتمسك بالخلافات بل من خلال العمل على اساس المشتركات وتوسيع نطاقها للوصول الى حل، مضيفا، نساعد سوريا من أجل تحقق الوفاق الوطني ولا نقول من يذهب ومن يأتي.
وأكد أنه ينبغي ان تصب كافة المساعدات لسوریا باتجاه تحقیق الوحدة الوطنیة وتسیید الإرادة الشعبیة في هذا البلد، مشدداً على أن "الشعب هو صاحب الخیار وینبغي الإیمان بعمق بهذا الموضوع والالتزام به".
وحول التفاوض مع الولايات المتحدة الاميركية، قال الرئيس الايراني في هذا المؤتمر الصحفي: ان التفاوض في ظل الضغوط لا معنى له وان طهران مستعدة للحوار اذا ما غير الاميركان اسلوبهم المبني على التهديد بشكل فعلي.
وبشأن ملف البحرين، قال الرئيس احمدي نجاد ان وجهة نظر ايران حيال البحرين واضحة ومبدئية وتتبنى الحرية والعدالة، واضاف: لا نتدخل في شؤون البحرين ولكننا في نفس الوقت نؤكد ضرورة أن تحترم الحكومة مطالب الشعب البحريني وان يتعايش الجميع على اساس الحرية والعدالة.
ورأى "أن الحریة والعدالة والاحترام هي من حقوق الشعوب كافة لذلك ینبغي للشعب البحریني أن یحصل على حقه في اختیار حكومته بنفسه".
وأكد أن إیران شددت باستمرار على أنه ینبغي للحكومات الإقرار بحقوق شعوبها عبر التفاهم "ونتصور أن حقوق الشعوب لایمكن نیلها عبر ارتكاب المجازر وإشعال النزاعات".
وتابع: ینبغي أن یعیش كافة أبناء الشعب في أي بلد إلى جانب بعضهم البعض وهو ما لا یتحقق سوى عبر صنع التفاهم.
واعتبر أن السبیل الصحیح لتحقیق هذه الظروف یتمثل بإرساء العدالة والحریة وأعرب عن أمله بأن یسود البحرین التفاهم والهدوء.
من جانب آخر، تطرق الرئيس الايراني الى اختتام أعمال القمة الثانیة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، وقال: ان منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحیاز تستطیعان التعاون بصورة جیدة مع بعضهما البعض، وان معظم أعضاء منظمة التعاون الإسلامي أعضاء في عدم الانحیاز أیضا سوى بلدان قلیلة حیث بإمكان هاتان المنظمتین دعم وإكمال دور إحداهما الأخری.
وعن رد الوفد الإیراني في اجتماع عقد بجامعة الأزهر على إثارة رئیسها لقضیتي الأساءة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنامي المذهب الشیعي في العالم نفى طرح مثل هذه المواضیع خلال الاجتماع.
واضاف، ان الوفد الإیراني زار هذا المركز العلمي للتاكید على التضامن والوحدة مع اشقائه في الدین والعقیدة وان الاجتماع الذي عقد في جامعة الازهر تناول الشؤون والامور المرتبطة بمجالات التعاون على الصعید الدولي ومتابعة العمل في العلوم والمعارف الإسلامیة والعلاقات الانسانیة والرقي بهما.
وأوضح: من الطبیعي أن یثیر البعض من ذوى القصور الفكري إشكالیات في إیران أو مصر إلا أنه ینبغي العمل من أجل تحقیق الوحدة الإسلامیة ومتابعة الأهداف الكبرى، لأن إرساء العدل والتوحید في العالم والعمل على تحقیق السلام والأخوة والرفاهیة لكافة الشعوب وإزالة التمییز والعدوان والاحتلال من على وجه الأرض يصنع الوحدة بین الشعوب.
ووصف لقاءه بمسؤولي الأزهر بأنه كان جیداً للغایة وأنه سیترك تأثیرات إیجابیة على الوحدة والتقارب بین المسلمین بفضل الله تعالى.
وشدد على أن الشعبین الإیراني والمصري لن یكونا أسیرین لألاعیب المستكبرین الرامیة لإشعال الفتن والأحقاد بین المسلمین.