وفي حدیث أجرته معه وکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء (إرنا) بمناسبة الذکری السنویة الرابعة والثلاثین لانتصار الثورة الإسلامیة في إیران، قال الشیخ حمود: إن المقیاس عندنا لأي ثورة هو فلسطین وطالما أن إیران لا تزال وجهتها وقبلتها فلسطین والقدس والجهاد والمقاومة فمعنی ذلك أنها لا تزال وفیة للأیام الأولی التي انطلقت فیها هذه الثورة, ولا تزال وفیة لمبادئها ومواقفها ودستورها الإسلامي ووفیة لإمامها الراحل الإمام الخمیني قدس سره الذي أطلق هذه الثورة وقال وقتها الیوم إیران وغدا فلسطین .
أضاف: لقد مرت علی رؤوسنا وفي التاریخ کثیر من الثورات صغیرة وکبیرة ولکن ما لبثت أن تغیرت وبدلت وتاجرت وانحرفت.. أما إیران حتی هذه اللحظة، ما زالت وستبقی إنشاء الله وفیة لأهدافها الکبری المقدسة التي هي أهداف المسلمین جمیعا ولن یغیر من صدقها اختلاف في المذهب أو في القومیة ولن یغیر منها أیة اتهامات ظالمة أو أي حصار وعقوبات.
وتابع الشیخ حمود: نحن أملنا کبیر أن تحمل هذه الثورة العظیمة في طیاتها أیضا ثورة أخری علی صعید العلاقات الإسلامیة الوثیقة حیث نتمنی أن نتجاوز هذه الفتن لنؤسس وحدة إسلامیة حقیقیة تسیر علی القرآن والسنة النبویة علی التاریخ الإسلامي المشرق وعلی الأهداف الإسلامیة الواحدة أملنا لا یزال کبیر في إیران وفي ثورتها بل حقیقة تزداد ثقتنا ویزداد أملنا وان غدا لناظره لقریب.
وعمّا إذا کان یری أن العقوبات والضغوط والتهدیدات الغربیة أثرت أو ستؤثر علی جمهوریة ايران الإسلامیة ومواقفها ومبادئها قال الشیخ حمود: نعم لقد أثرت هذه الضغوط والعقوبات علی إیران ولکن أثرت إیجابیا کما اثر الحصار علیها إیجابا، فالذی حصل انه بسبب الحصار قام إخواننا فی إیران بالاعتماد علی أنفسهم فتحسنت الصناعات والتجارة وتحسنت الکثیر من الأمور والحاجات التی منعت من الدخول إلی إیران وکما قال تعالی ویمکرون ویمکر الله والله خیر الماکرین، فهذه الثورة وبحمد الله استطاعت أن تتجاوز کل المراحل التي مرت علیها ولم تستطع قوی الشر الأمیرکیة والإسرائیلیة والغربیة ومعها بعض الدول العربیة المستعربة والمسماة بدول الاعتدال لم تستطع النیل منها، وها هي إیران تتقدم تکنولوجیاً وعسکریاً وعلمیاً، فیما الآخرون یتراجعون، لا بل إن هذه المؤامرات رُدت إلی نحورهم کما حصل في العراق لصدام وفي مصر لمبارك وغیرها من الدول التي حاربت وتحارب الجمهوریة الإسلامیة.
وختم إمام مسجد القدس في مدینة صیدا قائلاً: إن شاء الله ستبقی إیران وهذه الثورة کما قلنا وفیة لأهدافها ومبادئها من جهة، وستزداد قوة طالما هي علی هذه المبادئ وهذه المفاهیم من جهة أخری.