"والمقصود بهذه النسخة التهديد الإرهابي المتطور والمفتقر إلى مركز متماسك، لكنه يسبب المتاعب المتزايدة في مناطق، لا تسيطر عليها الحكومات تماماً، كما هي الحال في ليبيا واليمن وسوريا ومالي".
وتشير الصحيفة إلى "أن مسؤولون أميركيون يشبهون هذه المشكلة الجديدة بانتشار الخلايا السرطانية: حيث تظهر أورام تنظيم القاعدة في أماكن متفرقة، وتغذي القضايا والمظالم المحلية".
"ولا تملك هذه الخلايا إلا تواصلاً فضفاضاً وإيديولوجياً مع ما تبقى من القيادة الأساسية في باكستان، لكنها خلايا سامة ومستعصية".
وتقول الصحيفة أن "ضرب هذه الأورام المحلية - كما يفعل الفرنسيون الآن في مالي - يمكن أن يحدث خللاً في الخلايا الإرهابية الجديدة. لكن المحللين يؤكدون أن هذا الفعل ستترتب عليه عواقب:"
"فقد تنتشر هذه الخلايا أكثر، وتزج بمزيد مما يسمى (الجهاديين) الجدد في الحرب، وربما تهدد أهدافاً في أوروبا والولايات المتحدة".
وتضيف الواشنطن بوست أن "الاستراتيجية الأميركية الأساسية لمحاربة إرهاب القاعدة شبيهة بتلك التي تبنتها واشنطن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001:"
"بحيث تسعى وكالة الاستخبارات المركزية لتعزيز الخدمات الأمنية للحلفاء الإقليميين، والتي يمكنها أن تساعد في اختراق واختلال حركة الإرهابيين، بأساليب قد يستحيل على الولايات المتحدة القيام بها منفردة".
"غير أن النسخة الثانية من التحالف المناهض للإرهاب هو أكثر تعقيداً من الجهود السابقة التي بذلها مدير الاستخبارات السابق جورج تينيت، لمجموعة من الأسباب"
وفي هذا السياق، يشير الكاتب إلى أن "بعض الشركاء الأساسيين، مثل ليبيا ومصر واليمن، لم يعد باستطاعتهم تقديم العون، على ضوء الاضطرابات التي تشهدها هذه الدول".
وترى الصحيفة أن "أخطر تهديد جديد يمثله تنظيم القاعدة قد يكون جبهة النصرة في سوريا".
"إذ رغم أنه تظهر باعتبارها تابعةً لتنظيم القاعدة في العراق، ينظر إليها المحللون الأميركيون الآن على أنها حركة مستقلة من حيث التمويل والأعضاء، محذرين من تصاعد قدرتها على شن هجمات على أهداف في أوروبا".