تقرير .. أهم أخبار الساعة الديمقراطية على المحك، إنها الأخبار التي يتحدث الجميع. حليفة أميركا وشريكة نزاهتها الرومانسية المفضلة السعودية. تجر الانتخابات البلدية هنا... اليوم... اليوم... تحول ضخم في المملكة العربية السعودية، الملك عبد الله أعلن السماح للمرأة الانتخاب والترشح لمجالس البلدية... نعم... نعم... رائع.. لا شيء ينطق ديمقراطية كـ مرسوم ملكي..!! لكن اليوم.. الخميس 29 سبتمبر المرأة السعودية تشارك في الانتخابات.. للمرة الأولى. لما تسمح السعودية بتمرير مثل هذه الأشياء، لما تسمح لهم بمنع النساء من حقوق إنسانية أساسية، وتصفهم.... لحظة... بالحلفاء ومن هذه العبارات لما؟؟ كيف تفعل ذلك؟.. و..و ..و. لا أستطع البقاء غاضباً عليك.
اليوم في السعودية الملك أعلن أنه 37 مليون مليار.. 37 مليار دولار بيعطيها لشعبه، وأنا جلست أفكر، وش هالمصادفة؟!!! يعني هي كأنها شيك "تكفون لا تسوون ثورة". الملك السعودي قال إن 37 مليار دولار علشان تساعد الناس الفقيرة بالسعودية، وأنا قلت صدق؟ السعودية عندها فقراء؟ إيه صدق عندهم ناس فقراء، السعودية تأخذ نص ترليون عائدات بترول كل سنة والدولة سكانها أقل من سكان ولاية نيويورك.
بهذا الأسلوب الساخر يتعاطى بعض الإعلام الأميركي مع أنظمة الحكم في الخليج الفارسي ولا سيما السعودية ودأب كتاب الصحف الغربية مؤخرا توجيخ انتقادات لاذعة لادعاءات واشنطن بدعم الديمقراطية وحقوق الانسان فيما تدعم أنظمة لا تراعي في حكمها لا الديمقراطية ولا حقوق الانسان. مقال في صحيفة الغارديان نشر أخيرا سلط الضوء على هذا الموضوع .
تقرير...معارك أميركا إلى جانب السعودية من أجل الحرية والديمقراطية في المنطقة . تحت هذا العنوان وجه "غلين غرينوالد" في صحيفة الغارديان البريطانية انتقادات شديدة للدعم الأميركي للحكم السعودي مشيرا إلى أن الرئيس أوباما يصف علاقته بالحكم السعودي بالشراكة القوية . بعبارة أخرى فإن النظام الأكثر قمعا في تلك المنطقة هو أيضا أقرب حلفاء أميركا يقول الكاتب غرينوالد في الغارديان . مؤكدا أن القادة السعوديين استغلوا خطاب الربيع العربي لتقويض قادة يكرهونهم في المقام الأول في سورية وإيران فكان رد فعلهم المباشر الوحيد إرسال قواتهم إلى البحرين “لوأد ثورة شعبية ودعم الملكية في البحرين وأمام كل هذا الدعم السعودي للاستبداد ظل البيت الأبيض صامتا . ومع قتل النظام البحريني وتعذيب وسجن مواطنيه، بشكل منظم، بسبب جريمة المطالبة بالديمقراطية، قامت إدارة أوباما مرارا وتكرارا بتسليحه، وزكت النظام بأنه “شريك الولايات المتحدة في المبادرات الحيوية الدفاعية” و”الحليف الرائد من خارج حلف الناتو على حد تعبير الكاتب في الصحيفة البريطانية.
مقال غلين غرينوالد حظي باهتمام الصحافة العربية التي نشرت ترجمته واختارت عنوانا له تضمن سؤالا يقول : لماذا لا تعترف أميركا بواقع دعمها للحكم المستبد في السعودية ؟
وبحسب الكاتب البريطاني فإن المدافع الحاسم عن النظام السعودي سيكون الحرس الوطني "ذلك أن الملك عبد الله قضى حياته في بناء هذه القوة النخبوية الإمبراطورية. وقد دربتها الولايات المتحدة وجهزتها بعشرات المليارات من الدولارات من طائرات الهليكوبتر والعربات المدرعة".
الرئيس أوباما أكد على مدى أهمية تحالفه مع السعودية بشكل عملي، وذلك ليس باستضافة رئيس دولة مثله، ولكن مجرد وزير هو وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في المكتب البيضاوي، وهذا نادرا ما يفعله رئيس أميركي.
لقد أغدقت إدارة أوباما بشكل مستمر على المملكة العربية السعودية بكمية هاءلة، وغير مسبوقة، من الأسلحة بمختلف أنواعها، وفعلت الشيء نفسه مع الحكام في البحرين. وقد صنعت كل هذا حفاظا على تحالف أوثق من أي وقت مضى مع حكام الخليج الفارسي الذين سحقوا الحركات الديمقراطية في بلدانهم.
ويقول الكاتب : الولايات المتحدة ليس لديها اعتراض على أي استبداد كان، بل أكثر من ذلك، فهي تدعم المستبدين ووفية لمصالحهم .
ولك أن تستمع إلى الخطاب المخادع الذي يتقيأه قادة الولايات المتحدة السياسيين وخدمهم في "مجموعة السياسة الخارجية" عندما يأتي وقت الطعن في الأنظمة المعارضة للولايات المتحدة في وسورية وإيران بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو يعارضون هذه الأنظمة حرصا على الديمقراطية وحقوق الإنسان. ليتبين لك مدى زيفه وغروره بشكل صارخ جدا.