وقال 'كانت ثورة الإمام الخميني (رض) من حيث أسبابها ودوافعها ونتائجها مثار إعجاب وجدل وخلاف في نفوس وعقول معاصريها وما تلاهم، ومن الطبيعي أن يختلف من حولها الناس، ولذلك فإن النظر إليها في الزمن العربي الراهن بعقلية مستنيرة ووفقاً لمنهج علمي موضوعي وعبر قواعد الحوار الديمقراطي الواسع يشكل قاعدة أساسية للانطلاق بمشروع نهضوي وحدوي عربي وإسلامي يمتلك فرص النجاح'.
ولفت شعيب إلي، أن الكل يعلم بأن موضوع التنوير والوحدة الإسلامية قد تصدي له في القرن الماضي رجال فكر وعلم كبار أمثال الإمام الخميني (رض) ومن بعده قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمي السيد 'علي الخامنئي'، والسيد 'حسين فضل الله'، والشيخ 'محمد مهدي شمس الدين'، و'جمال الدين الأفغاني'، والشيخ 'محمد عبده'، والشيخ 'رشيد رضا'، والشيخ 'محمد شلتوت'، و'كاشف الغطاء'، و'البروجردي'، والسيد 'محسن الأمين'، مروراً بـ 'أبو الحسن الندوي'، والشيخ 'أحمد كفتارو'،... وآخرين كُثر لا زالوا مستمرين علي هذا النهج.
وذكر شعيب، أن هذا المشروع النهضوي الوحدوي الإسلامي لم يكتمل بعدُ والسبب في ذلك يعود لقصار النظر وضعاف البضاعة العلمية بحقيقة الإسلام وحقيقة ما كان عليه أصحاب المذاهب والأئمة (رض) وعِلتهم في ذلك تعصبهم المذهبي في الإسلام وهو ما يتنافي مع جوهر الإسلام وهدفه.
وقال: 'إذا كان ربُنَا سبحانه وتعالي قد أمر نبي المسلمين محمد (ص) بالتبرؤ ممن يفرقون دينهم أفلا نتبرأ نحن من ذلك ؟!'.
واوضح شعيب، أن الإمام الخميني (رض) قرأ الإسلام جيداً، ووعي مفاهيمه ومقاصده، فاستمد منه الخضوع والخشوع أمام الله سبحانه وتعالي، والقوة والعظمة أمام الأعداء، والشجاعة في ميدان القتال، والبكاء في محراب العبادة.. غضبٌ في وجه الظالم المتجّبر، ورحمة وعطف مع اليتيم والضعيف.. كرم مع الغير، وزهدٌ مع النفس.
واضاف 'لقد قرأ الإمام (رض) التاريخ وسير الأنبياء والمظلومين في الأرض فاستمد من إبراهيم استقامته.. ومن موسي نضاله ومن عيسي سماحته..ومن محمد (ص) محبته.. ومن الإمام عليٍ (ع) شجاعته ومن الإمام الحسن (ع) حلمه.. ومن الإمام الحسين (ع) شهامته، ومن الإمام السجاد (ع) عبادته ومن مدرسة أهل البيت (ع) علمه، ولولاها لما استطاع أن يمنح المجتمع الإيراني الإيمان النقي، والعزم الراسخ، والإتحاد المحكم، والوحدة الشاملة، والوعي العميق، والسعي الدائم، والفكر الراجح، والقوة التي ترعب الظالم المستبد وتقذف به إلي درك الجحيم'.
ورأي الباحث الاسلامي السوري، انه 'لولا ما يتصف به الإمام (رض) من الإيمان القوي والعمل الصالح، والفكر الصائب، والقيادة الرشيدة، والتواضع مع المستضعفين، والقسوة مع المستكبرين، لما استطاع أن يمنح القلوب من حوله الإيمان والعطف والعشق والحرارة والخشوع والرهبة والشجاعة والشوق والألم والمعرفة واليقين'.
وقال 'بهذا كله استطاعت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رض) وبعد جهاد استمر طيلة خمسة عشرة عاماً أن تنتصر وأن تهزم قلعة الاستعمار الأميركي التي كانت قد أنشئت وتوطدت أركانها بواسطة النظام البهلوي'.
واضاف: 'الإمام الخميني (رض) وقادة الثورة الإسلامية من بعده استطاعوا تحويل الرؤية الإسلامية من مفهوم الرؤية النظرية إلي مجال التطبيق الحقيقي في أرض الواقع'.
وتابع 'لقد صار الدين الإسلامي دين عبادة وحياة، وخصوصاً حين أصّل الإمام الخميني (رض) ولاية الفقيه، وكيفية ممارسة السلطة الدينية والسياسية وهو بعيد عن الحكومة الإسلامية التي أُسند إليها مهمة السلطة التنفيذية، وقد جسد الدستور الإسلامي الإيراني هذا المفهوم في المادة / 93 / والمادة / 4 / منه'.
واستطرد شعيب: 'لقد حرص من جاء بعد الإمام الخميني (رض) علي ذلك، فقال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمي السيد 'علي الخامنئي':
وختم الباحث الإسلامي السوري تصريحه بالقول 'بهذا كله تحقق النموذج الإسلامي في أرض الواقع، في إطار دولة إسلامية ترتقي كل يوم في مجالات الحياة والعلم والمعرفة والتقنية'.