ولكن بن يسرائيل عاد واعترف بقدرات ايران التكنولوجية قائلا: "إن إيران معروفة بقدرات تكنولوجية عالية نسبيا بين دول العالم الثالث، ولكن الخطوة الإيرانية الأخيرة التي قالت إنها خطوة كبرى في السعي لإرسال إنسان إلى الفضاء، هي ادعاء غير صحيح. فهذه خطوة عادية تتلاءم وإطلاق صاروخ إلى الجو بارتفاع 120 كيلومترا، ولكنه ليس غزو فضاء"
وصحيفة الشرق الاوسط التي نفت ان تكون ايران قد اطلقت صاروخا الى الفضاء ، عادت واعلنت في نفس اليوم وفي نفس التعليق بأن الإعلان الإيراني أثار قلقا لدى بعض الأوساط العلمية في الغرب، التي راحت تتحدث عن تبعات عسكرية خطيرة لهذا الإطلاق. ورأت الاوساط العلمية في الغرب (حسب صحيفة الشرق الاوسط ) أن هذا الإطلاق يدل على أن إيران، وعلى الرغم من نفيها المتكرر، تسعى إلى تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى قادرة على نقل شحنات تقليدية أو نووية، إلا أن بن يسرائيل دحض هذه المخاوف، وقال: «صحيح أن الإيرانيين يحاولون، ولكن في هذه الخطوة العينية لا يوجد أي حدث خارق. فالصاروخ الذي أرسلوه إلى الفضاء لم يدخل أبدا في المدار الفضائي الذي يحيط بالكرة الأرضية. إنه صاروخ باليستي يصل إلى ارتفاع 120 كيلومترا في حده الأقصى. أطلق إلى الجو والقرد بداخله.
وعادت صحيفة الشرق الاوسط من جديد لتشير الى قلق عالم فضاء اسرائيلي اخر هو البروفسور طال عنبار رئيس معهد فيشر لأبحاث الفضاء. الذي قال إن إيران معروفة بنشاطها في مجال الفضاء منذ سنة 1998، وحققت إنجازات مهمة، مثل إرسال ثلاثة أقمار صناعية، آخرها قبل سنة بالضبط. لكنها منذ فبراير (شباط) 2012 أخفقت مرتين، وهي تحاول اليوم التغطية على الفشل في إرسال «القرد» إلى الجو. وإنجازها الوحيد هو في إبقاء القرد لبضع دقائق في الفضاء، ولكنه لم يدخل المدار الفضائي حول الأرض.
فصحيفة الشرق الاوسط التي حاولت نفي الانجاز الايراني اضطرت للاعتراف بهذا الانجاز على لسان علماء اسرائيليين اعترفوا بقدرات ايران الفضائية.
وكان من المفروض أن تسأل صحيفة الشرق الاوسط علماء عرب متخصصين في الفضاء والاقمار الصناعية عن الانجاز الايراني لا ان تنقل رأي علماء اسرائيليين أشاروا الى قدرات ايران ولم يتمكنوا من إخفاء الانجاز الايراني، الا اللهم ان تدعي هذه الصحيفة أنه لا يوجد لدي العرب علماء متخصصين في الفضاء لكي يتحدثوا عن الانجاز العلمي الايراني.
والصحيفة التي تسخر من الانجاز العلمي الايراني، لم تذكرلنا ماذا فعلت الحكومة السعودية وحكومات عربية اخري غنية بأموال النفط، في المجال العلمي؟ وماذا قدمت هذه الحكومات التي تشتري مليارات الدولارات اسلحة ومعدات عسكرية سنويا من الولايات المتحدة واوروبا ، من انجازات علمية للشعوب العربية؟
هل تمكنت هذه الحكومات من انجاز مشروع صناعي وانجاز علمي واحد دون الاستفادة من خبرات الغرب؟ وهل هي بصدد بناء مفاعلات نووية بايدي خبرائها أم أنها تعقد صفقات مع بلدان اوروبية لبناء مفاعلات نووية بايدي خبراء اوروبيين لا محليين من اجل التباهي امام ايران.
ان وسائل الاعلام العربية التي تسخر من الانجاز العلمي الايراني لم تقدم لنا حتى الان انجازا علميا واحدا يمكنها بواسطته التباهي امام الاسرائيليين، بل انها تنقل وجهات نظر اسرائيلية لتفند بها الانجاز العلمي الايراني.
فالمضحك المبكي ان يكتب صحفي يدعى عادل الطريفي مقالا مثيرا للسخرية في نفس الصحيفة بعنوان "ماذا جرى للقرد الفضائي؟" يتحدث فيه عن نقصان الادوية في ايران بسبب العقوبات الدولية عليها وهذا الصحفي الذي يعلن في مقاله عن ارتياحه لتأثير العقوبات الدولية على ايران يؤكد بأن الشركات الأجنبية ترفض التعاطي مع نظيراتها الإيرانية خوفا من الغرامات التي تفرضها السلطات الأميركية والأوروبية عليها.
ويضيف الصحفي القول :" إيران عبر العقود الثلاثة الماضية تعرضت مرارا لعقوبات غربية ودولية، ولأجل ذلك، فإن الأسواق الإيرانية تعودت على آليات لتعويض النقص في الواردات بصناعات محلية بديلة، أو التوجه نحو الأسواق الآسيوية حيث تضعف الرقابة الدولية على بعض الموانئ التجارية، ناهيك عن أن النظام الإيراني عبر أجهزته المتعددة قد أتقن مع مرور الوقت فنون الالتفاف على العقوبات عبر تغيير الأسماء وتبديل الوسطاء داخليا وخارجيا.. ".
فالصحفي السعودي لا يخفي سروره وفرحته من آثار العقوبات الدولية على ايران وعلى العديد من المرضى الايرانيين الذين لا يجدون الادوية بسبب فرض العقوبات.
كما لا يخفي الصحفي السعودي فرحته من تراجع عائدات النفط الايراني بنسبة 45 في المائة وفقا لتقديرات وزارة النفط الإيرانية، ( وبالطبع زيادة انتاج النفط السعودي للتعويض عن النقص الايراني ) وفقد الريال الإيراني قيمته أمام الدولار الأميركي خلال العامين الماضيين. والغاء الخطوط الجوية الفرنسية رحلاتها إلى طهران، مما يجعل شركة «لوفتهانزا» الناقل الأوروبي الوحيد في إيران.
وأخيرا وبعد أن يشير الصحفي السعودي الى "الانباء السيئة عن ايران" كما يزعم ، يستنتج مايلي :أيا كان الأمر، فإن توقيت التجربة الايرانية ( بارسال مسبار الى الفضاء ) لا يخلو من محاولة للرد على موضوع العقوبات، ففي الوقت الذي يعاني فيه الإيرانيون من العقوبات، تتمكن السلطات من إرسال قرد إلى الفضاء. وينهي الصحفي السعودي العبقري مقاله بالقول : ولعلنا نقول هنا: إن القرد حين يسافر إلى الفضاء.. ستبتلعه الهوة السوداء !!
شاكر كسرائي