و قد لفت سماحته انتباه علماء الامة الاسلامية ومفكريها الذين جاؤوا الى طهران من انحاء العالم للاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف وتكريم اسبوع الوحدة الاسلامية وتخليد الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية المباركة ، الى خطورة المخططات الاستكبارية على صعيد دق اسفين النزاعات والاضطرابات والفتن في عموم المنطقة معتبرا ان انشغال المسلمين بالخلافات الداخلية، سيكون سببا في نسيان القضية الفلسطينية و مهمة مقارعة التحرکات الاميركية الصهيونية المعادیة.
المؤکد ان السيد الخامنئي (دام ظله) ونظرا لمعرفته الدقيقة بتفاصيل "اللعبة الدولية" اراد ان يضع الجميع علماء ودعاة ومثقفين وشعوبا امام مسؤولياتهم المصيرية في سبيل مكافحة الهجمة الغربية بمختلف اشكالها، نظرا لتمرس زعماء الاستكبار العالمي في طمس الحقائق والتغطية على الارهابیین والمجرمين الدوليين الذين يعملون ليلا ونهارا لتحويل العالم الاسلامي وشعوبه الخيرة الى "كتلة مستعرة" من الاضطرابات، مثلما هو ماثل للعيان في مصر والبحرين والعراق وسوريا وشمال افريقيا.
فالاعداء الغربيون والصهاينة، ومن اجل تنفيذ اجنداتهم في السيطرة والتحكم والاستغلال، يمتلكون خبرات جهنمية فظيعة وهم يقومون من خلالها بتمويه الاباطيل والمزاعم الزائفة، وجعل ابناء الامة الاسلامية والعربية يستجيبون لها بفعل الدعايات الاعلامية الملتوية والضغوط القهرية والتدخلات السافرة في شؤونهم.
الواضح في هذا المجال هو ابتلاء دول العالم الاسلامي وشعوب افريقيا حاليا بالحروب الاهلية والنعرات الطائفية والصراعات القبلية والخلافات السياسية، وهي كلها ممارسات كارثية تحركها الايادي الغربية والاسرائيلية لتقويض مكاسب الصحوة الاسلامية المعاصرة وضرب الوحدة الاسلامية المعنوية التي يتمسک بها بنو امة المصطفى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم.(
ففي ظل هذه الاجواء الملتهبة سوف يتمكن الاعداء من تمرير مشاريعهم الرامية الى (اثارة الفرقة)، وازاء ذلك شدد الامام الخامنئي (على ان السبيل الامثل لاجهاض هذه المؤامرات هو الوحدة بين ابناءالامة الاسلامية) مهيبا بالشخصيات النخبوية في البلدان الاسلامية ( ان يحشدوا كل طاقاتهم ويمارسوا دورهم الريادي من اجل ترسيخ مفهوم الوحدة والتلاحم في سبيل افشال المخططات الاستكبارية الشریرة).
لقد تحدث القائد الخامنئی مباشرة الى من يعتبرهم الامناء الحقيقيين على الرسالة المحمدیة (معربا) عن احساسه بالتحديات الخطيرة الساعیة الی النیل من ابناء الامة الاسلامیة، وتدمير المقدسات الدينية واضعاف روح الايمان والتقوى والغيرة في العالم الاسلامي سيما في نفوس الشباب والنساء والاحداث .
فقد ثبت ان الغزوات والحروب والتدخلات السیاسیة و الاستخباریة (الاميركية – الاطلسية - الصهيونية ) فی المنطقة لم تكن سوى محاولة لتحييد المسلمين والعرب، وصرفهم عن التفكير في ما يحوم حواليهم وبین ظهرانیهم ، ولاسيما استفراد دول وشعوب بعينها واغراقها بالمجازر والصدامات والتناحرات ابتغاء اسقاطها - باموال ثرواتهم وعلی ایدی بعض المضللین من ابنائهم - ، دون ان تقوم للامة قائمة ، او ان یحرک ابناؤها ساکنا فی مواجهة المصائب التی تنزل تتری فوق رؤوس اخوانهم فی الدین و المواطنة والانسانیة .
* حمید حلمی زادة