لقد كان نتنياهو على علم بضعفه، والذي ظهر له في أعقاب الاستطلاعات. فقد كان ينتصر بسهولة على كل مرشح آخر في سؤال: 'من هو الاكثر ملاءمة ليكون رئيس الوزراء'، ولكنه لم ينجح في أن يجلب لليكود حتى ولا مقترح واحد آخر. وبدلا من محاولة اعادة احتلال قلب الجمهور، او معالجة المشاكل العميقة التي اندلعت الى الخارج في الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011، اختار نتنياهو الطريق الاسهل لصفقة سياسية لتخليد حكمه: الوحدة مع اسرائيل بيتنا. اتفاقه مع افيغدور ليبرمان سيبقيه على ما يبدو في كرسيه، ولكن فقط بعد أن تلقى صفعة أليمة من الناخبين.
الاسباب التي أدت الى سقوط الحكومة وتقديم موعد الانتخابات الازمة حول تجنيد الاصوليين والصعوبة في اقرار الميزانية وجدت تعبيرها جيدا في نتائج التصويت. فقد أيد الجمهور بحماسة المرشحين الذين اقترحوا 'مساواة في العبء'، يئير لبيد ونفتالي بينيت. أما حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفتش فقد حققت أقل من المتوقع، ولا سيما بسبب الحملة الفاشلة والتذبذب في مسألة الدخول الى الحكومة، ولكنه هو ايضا زاد قوته بفضل ارتباط قائمة مرشحيه بالاحتجاج الاجتماعي.
لقد عرف نتنياهو بان الجمهور قلق من الوضع الاقتصادي. من اسعار السكن ومن تملص الاصوليين من الخدمة، ومع ذلك اختار ان يتجاهل هذه المشاكل والتركيز على "التهديد الايراني"، والاعلانات عن بناء الاف الشقق في المستوطنات. والمرة تلو الاخرى التقط لنفسه الصور في المبكى (بما في ذلك يوم الانتخابات) ومع جنود الجيش الاسرائيلي. هذا يبدو جميلا على صفحة الفيس بوك لنتنياهو، ولكنه ببساطة لم يتحدث الى قلب الناخبين.
عندما أخذ يفقد المقاعد في الاستطلاعات، دخل نتنياهو في حالة فزع. والاعلان الغريب عن تعيين الوزير الاصلاحي موشيه كحلون كرئيس مديرية اراضي اسرائيل، قبل يومين من الانتخابات، ذكر بالخطوة الفزعة التي قام بها شمعون بيرس، عشية انتخابات 1981، حين وضع النائبة المجهولة شوشانا اربيلي الموزلينو في المكان الثاني في قائمة العمل. لا يوجد مؤشر واضح اكثر من هذا على الازمة السياسية في ضوء اغتراب الناخبين، وفي ذلك الحين مثلما الان، هذا لم يجدِ نفعا.
ومقابل نتنياهو المنقطع، فان المنتصر الاكبر للانتخابات، لبيد، كيف رسائله مع ما يثير اهتمام الناخبين. فاسراتيجيته اعتمدت على واقع 'خط المعارضة الاقل': فقد أغضب قدر اقل من الناس من اي مرشح آخر، وببساطة قطف بين ذراعيه خائبي أمل كديما، العمل وعلى ما يبدو الليكود ايضا. نجاحه يدل على أن الناس يريدون أملا، ويحترمون مرشحين يعرضون عليهم برنامجا انتخابيا واضحا مع خطط عمل وليس فقط عبادة شخصية فارغة من المضمون.
لقد نسي نتنياهو المجرب هذا الدرس ويبدو أنه صدق تقارير التزلف التي وصفته 'الملك بيبي' الذي لا بديل له. والثمن دفعه الليكود في صناديق الاقتراع.
الوف بن
هآرتس
23/1/2013