وافاد مراسلنا ان المتجول هذه الأيام في شوارع العاصمة باريس على غرار باقي المدن الفرنسية، يلاحظ الحضور المكثف لدوريات القوات المسلحة الخاصة ووحدات الشرطة والدرك وهي تراقب كل صغيرة وكبيرة في سياق حالة الاستنفار القصوى، وهي المرحلة التي تسبق حالة الطوارئ، تحسبا لأي تهديد بعد تدخل فرنسا العسكري في مالي.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: لقد طلبت من رئيس الحكومة جان مارتي اورليت تعزيز مخطط حالة الاستنفار القصوى والعمل على مراقبة منشآتنا القاعدية، ومحطات وسائل النقل.
وإذا كانت تهديدات التنظيمات المسلحة لفرنسا على تباين انتماءاتها على محور شمال افريقيا او دول القرن الأفريقي وحتى بعض دول آسيا قديمة، إلا أن تهديدات حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا "موجاو" بضرب المصالح الفرنسية في كل مكان، يربك سلطات باريس التي أوقعت نفسها في الفخ المالي بحسب الخبراء.
وقال المحلل السياسي فيصل جلول لقناة العالم الاخبارية: ان كل الحروب التي خاضتها الدول الغربية ضد الارهاب او في بلدان العالم الثالث فشلت جميعا، ولا يوجد سبب لكي تنجح هذه الحرب.
في المقابل تبدو فرنسا المتواجدة حاليا على أكثر من جبهة دولية، سائرة في برنامج متكامل الأطراف، يرمي إلى إعادة تشكيل الخارطة الدولية بما تمليه الأجندة الأطلسية، ومصالح من يديرون هذه الأجندة، برأي المراقبين.
وقال الخبيرالاستراتيجي أشرف البيومي : من الواضح ان دول الهيمنة الغربية المتمثلة في دول حلف الناتو (الاتحاد الاوروبي واميركا) مهتمة جدا منذ عدة سنوات بافريقيا وانشأت قوات عسكرية هناك.
واضاف البيومي ان افريقيا مليئة بالمصالح الاقتصادية، وهذه حروب اقتصادية وتهدف الى فرض الهيمنة.
وينوه المراقبون الى استعجال الرئيس الفرنسي وصول قوى أجنبية وأفريقية لمالي، فيما يشبه الانزعاج من قيادة فرنسا لوحدها لحرب غير مضمونة النتائج، فيما ينتاب الفرنسيين القلق من تداعياتها على امنهم ومصالحهم في الداخل والخارج.
MKH-17-10:57