جاء ذلك في مقال نشره معهد "المجلس الأطلسي" بقلم "هارلن أولمن" تساءل فيه، إذا كان عام 2012 عاماً حافلاً بالمهاوي والانهيارات على مختلف المستويات، فماذا سيكون عليه الحال في العام 2013؟!
وتحدث الكاتب عن الانهيارات المالية والاستراتيجية والثقافية، لكنه قال بان المقلق هو احتمال حدوث سقوط أشدّ من ذلك، كالسقوط في "الهاوية الإيرانية".
واضاف الكاتب: انّ إيران ستصل إلى نقطة اللاعودة قريباً عندما لا يكون الحصار ناجعاً لإيقاف برنامجها في تخصيب اليورانيوم، والأسوأ من ذلك أنّ هذه النقطة تحدّد من قبل أقلية "إسرائيلية" لا من قبل أمريكا ولا سائر القوى. ونتنياهو بدوره يرى تطلّعات إيران النووية تمثّل تهديداً كامناً لشعبه، لذا هدّدها بهجمة عسكرية لو أنّها تجاوزت الخطّ الأحمر.
وقال إنّ أوباما لم يلغ أي خيار مطروح ضد إيران، بما ذلك الهجمة العسكرية، ولكنّه صرّح أيضاً بأنّ سياسة "الردع" العسكري لم تكن ضمن الخيارات.
واعتبر انه نتيجةً لذلك، لو لم تتمخّض عن الحصار مباحثات بنّاءة، فسوف تحدث الهاوية الإيرانية في هذا العام.
ويقول الكاتب: إنّ المؤيدين لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران يعتقدون أنّ أسوأ ما يمكن تصوّره هو وجود إيران نووية، لذا لا خيار غير الضربة العسكرية رغم خطورتها.
أمّا المعارضون فيرون عكس ذلك ويقولون أنّه بما ان الغرب تمكن من ردع البرنامج النووي للاتحاد السوفيتي دون حدوث أي أضرار عالمية، رغم ضخامة ترسانته النووية آنذاك، فمن الممكن منع إيران من مواصلة تطوير برامجها النووية نظراً لضيق نطاقها.
واضاف الكاتب: ان الغالبية ترى بأنّ أي هجوم عسكري على المواقع النووية الايرانية قد يعرقل برنامجها النووي فترة ما، لكنّ إيران سوف لن تسكت على ذلك وستقوم باجراءات انتقامية وستواصل هذا البرنامج لإنتاج سلاح نووي.
وتابع كاتب المقال: ان السبيل الوحيد الذي يمكن التعويل عليه للحيلولة دون تحقيق إيران طموحاتها النووية بشكل دائم هو شنّ هجوم نووي عليها أو اجتياحها واحتلالها. ولكن هل نحن مستعدّون للقيام بذلك؟! فكما أنّ احتمال شنّ إسرائيل هجوما عسكريا ضد إيران هو احتمال ضعيف، كذلك فإنّ احتمال أي هجوم نووي أمريكي غير مطروح مطلقاً.
في العام 1978 أجرى البنتاغون دراسة تحت عنوان "الخليج الفارسي" بإشراف "بول وولفويتز" الذي عيّن مساعداً لوزير الدفاع فيما بعد، ادّعى فيها أنّ الاتحاد السوفيتي سيشنّ هجوماً على إيران وسيتّجه نحو الجنوب للسيطرة على آبار النفط، وان التصدي لهذا الهجوم يتطلب قوة عسكرية أمريكية قوامها 300 الف إلى 400 الف جندي. وقد فعل ذلك صدام حسين لكنّه فشل وواجه مقاومة شديدة. لذا فإنّ احتلال هذا البلد يتطلب على أقل تقدير نصف مليون جندي مصحوباُ بائتلاف دولي.
واستخلص الكاتب بأنّ أنسب خيار، بل الخيار الوحيد للتصدي للبرنامج النووي الإيراني هو الخيار السياسي بدلاً عن التخويف والتهديد. وخير مثال على ذلك هو انسحاب أمريكا من العراق وفشلها في أفغانستان، وهذا ما يتّفق مع تصريحات الرئيس السابق جون كندي قبل نصف قرنٍ عندما قال: أن تكون صديقاً لأمريكا أسوأ من أن تكون عدواً لها!.
وختم قائلاً: لو أنّ الطريقة التي اتّبعتها واشنطن للوصول إلى اتفاق حول السقوط المالي هي التي تعين القضايا التي تواجهها، فإنّنا نكون قد وقعنا في معضلة كبيرة، ولكن رغم ذلك فان الهاوية الإيرانية بإمكانها رفع قابلياتنا في ردود الأفعال المؤثرة والبناءة.