ولماذا جوروج عبدالله والضغوطات الامريكية الاسرائيلية؟ لانه مناضل في مواجهة عدوانية الصهيونية والمشاريع الامريكية الهادفة الى تمزيق المنطقة منذ ما قبل سجنه أي قبل ثلاثة عقود من الزمن وهو حتى الان لم يبدل قناعاته ويرى ما تفعل امريكا بالمنطقة وتفتيتها الى دويلات واختار السجن على تقديم اعتذار ينسف مبادئه. اذا هي الديمقراطية الفرنسية التي صغرت امام الحرية فرد فضربت كل مبادئ
ثورتها وذكرتنا بالتعسفية بالسجون الاسرائيلية بحق المناضلين الفلسطينيين والعرب كانوا ومازالو صامدين امام هذه الهمجية كما صمود المناضل جورج عبدالله امام السلطات الفرنسية طوال تسعة وعشرين عاما وهو قرر الصمود من جديد امام تعسفها بتمديد اعتقاله الذي اغضب كثيرين في بيروت فتحركوا وتحركوا تضامنا مع المناضل باعتصام مفتوح امام السفارة الفرنسية. بعدما كانو تحضروا لاستقباله في عرس وطني يجمع المستويات الرسمية مع اكثر الفئات الشعبية والحزبية ولعل ما بين هذا الاهتمام الرسمي اللنباني بقضية عبدالله لاول مرة بهذا الشكل ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لم يبرر خطوة فرنسا في اتصاله بالسفير الفرنسي باتريس باولي في بيروت كما وزير الخارجية اللبناني يستفسر من السفير الفرنسي عن اسباب ارجاء اطلاق سراح عبدالله .والحكومة كانت تحضر لاستقبال المناضل جورج عبدالله لدى عودته الى لبنان كما كثيرين.
طبعا هنا لا يمكن تغييب الذين تحركوا باستمرار في قضية المناضل اللبناني للافراج عنه ولعل في الاونة الاخيرة ظهر جليا هذا الدور لحزب الله وغيره من الاحزاب في الاتصالات مع السلطات الفرنسية وحث الحكومة على التحرك من اجل اطلاق سراحه ومن يمر على الطريق المؤدية من مطار بيروت الى منزل
المناضل جورج عبدالله في القبيات في المتن يدرك اعتبار حزب الله هذا الرجل كاسير يجب العمل لاطلاق سراحه وذلك بقول امينه العام السيد حسن نصر الله نحن لا نترك اسرانا في السجون . ولذلك دعا حزب الله الى اوسع حملة تضامن سياسية وشعبية مع المناضل عبدالله خلال هذه المرحلة الحاسمة من قضيته. اذا المواقف في لبنان اجمعت كلها على انتقاد وقف تنفيذ القرار القضائي بالاطلاق المناضل جورج ابراهيم عبدالله باعتبار كما قال وكيل المناضل عبدالله الفرنسي المحامي جاك فرجيس لقناة المنار انه قرار امريكي اسرائيلي اكثر منه قرارا من الحكومة الفرنسية.
المواطن اللبناني جورج عبدالله لا يزال داخل سجنه الفرنسي. لكن قضيته هذه المرة بدت حاضرة بقوة في لبنان كما في فرنسا. فجدران السفارة الفرنسية في بيروت باتت شاهدا على واقع فرنسي اصبح بعيدا عن اسس الديمقراطية فكتبت عليه كلمات نعت الديمقراطية الفرنسية وتحدث عن البلد الملحق بالسياسة الامريكية في المنطقة. والذي يجب ذكره هنا ان وقف قرار الافراج عن عبدالله جاء بعد يومين من إدانة واشنطن قرار القضاء الفرنسي إطلاق سراح الأسير اللبناني. حيث هي ليست المرة الأولى التي يؤجل فيها إطلاق سراحه فهو قد حصل منذ العام 2003 على قرار بالإفراج المشروط عنه لكنه لم ينفذ
بفعل الضغوطات الامريكية. وبالتالي اصبح المناضل جورج عبدالله معتقلا واسيرا سياسيا لدى السلطات
الفرنسية كما يعتبر اللبنانيون وهذه المرة بقرار امريكي طار من واشنطن الى باريس مرغما القضاء الفرنسي على تنفيذه في صورة تبين النفوذ الاضطهادي الامريكي في مواجهة كل من يسعى لان يكون العدل اساس الملك ومن يسعى كان منتصرا دائما وسيأتي اليوم الذي نرى فيه هذا النصر في قضية
المناضل اللنباني جورج عبدالله.
محمد غريب