ونظم المئات اعتصاما احتجاجيا امام المبنى الذي دمره الاعتداء رافضين دفن 85 قتيلا من ذويهم قبل ان يتولى الجيش مسؤولية الامن في المدينة بدلا من الشرطة والقوات شبه العسكرية التي يعتبرونها غير فاعلة او مرتشية.
وكان من المقرر دفن الضحايا بعد صلاة الجمعة اليوم لكن الجثامين ستظل في أماكنها إلى أن يحصل الشيعة على وعود بالحماية.
وقال شاهد إن عشرات الجثث لا تزال مسجاة على الطريق "ولن تدفن إلا بعد مجئ الجيش إلى كويتا.
وقال احد منظمي التظاهرة وهو قيادي في حزب وحدة المسلمين هاشم موسوي ان "حركة الاحتجاج ستستمر الى ان يفرض الجيش سيطرته على كويتا" بدلا من حكومة "عاجزة او غير راغبة" في تولي مسؤولية الامن.
من جانبها اعلنت حكومة بالوشيستان، التي تشهد ايضا حركة تمرد انفصالية، الحداد لمدة ثلاثة ايام الا ان ذلك لم يقنع المتظاهرين الذين احتشدوا في الشارع حول نحو 30 جثة لضحايا الهجوم وضعت في نعوش.
هذا ويعتزم أحد رجال الدين الباكستانيين تنظيم مسيرة يومي الأحد والاثنين المقبلين الى العاصمة اسلام أباد تضم مئات الآلاف من المواطنين لاجبار الحكومة الباكستانية علي الاستقالة.
وقال رجل الدين محمد طاهر القادري اليوم الجمعة في لاهور: "ستكون ثورتنا سلمية"، ويطالب الحكومة بالاعتراف بفشلها بعد مقتل أكثر من مائة شخص علي خلفية سلسلة من الهجمات وقعت في كويتا.
ومن المقرر أن تنطلق المسيرة يوم الأحد المقبل من لاهور شرق البلاد وتصل في اليوم التالي الى اسلام أباد التي تبعد عن لاهور حوالي 260 كيلومترا.
وجاء ذلك بعد مقتل 125 شخاص واصابة 200 بجروح في اربعة اعتداءات استهدفت خصوصا الاقلية الشيعية، اعلنت جماعة عسكر جنقوي المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
وادانت فرنسا الجمعة بـ "اقصى حزم" اعتداءات الخميس داعية السلطات الباكستانية الى "وقف العنف الطائفي" ومحاربة التطرف.
من جانبها، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان بـ "جبن ولا مبالاة السلطات" بالمذابح التي يتعرض لها الشيعة والتي تشهد تزايدا في باكستان منذ عامين. واعتبرت المنظمة ان حصيلة القتلى الشيعة خلال سنة 2012 هي الأفدح في تاريخ باكستان مع سقوط 400 قتيل.
واكثر هذه الاعتداءات الدامية وقع في اقليم بلوتشستان، الذي يشهد اعمال عنف متكررة وخاصة ضد الاقلية الشيعية.