فها نحن اولاء نلج العام الجديد وفي حيازتنا مختلف اسباب القوة والتصميم، والعديد من الخيارات المهمة لحماية (الامن الاسلامي)، والكثير من المكاسب والمنجزات السياسية والعسكرية الدفاعية والتقنية العلمية اضافة الى جهوزية تامة وشاملة قادرة على ردع استراتيجية الغطرسة الصهيوغربية ولجم السلوكيات المعادية للمصالح الاقليمية والدولية.
لقد زادت اعمال الفوضى والحروب الاهلية والممارسات الطائفية في الشرق الاوسط، من شدة عاصفة الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية باميركا والبلدان الاوروبية و"الدولة العبرية"،لتضعنا امام حقيقة التوقعات المطروحة في مراكز الدراسات والابحاث الاستراتيجية الغربية ذاتها، والتي تؤكد على ان "الولايات المتحدة" باتت على (شفير الهاوية)،رغم المحاولات اليائسة التي يبذلها صانعوالقرار في البيت الابيض لتفادي (الانهيار المرتقب(.
اما الرأي العام العالمي، فانه لن يلتزم الصمت الى الابد حيال الانتهاكات والخروقات التي يرتكبها الغرب المتصهين في سوريا والبحرين ولبنان تحت ذريعة "الدفاع عن حقوق الانسان" و"حماية الديمقراطية والحريات"، فقد برهنت الوقائع ان المواقف الاميركية والاوروبية من هذه الشعارات، انتهازية ديماغوجية وهي غير مكترثة بتطلعات الامم والشعوب، بل تتوخى ضمان المطامع الرأسمالية للامبريالية الغربية والصهيونية البغيضة.
وازاء ذلك لم يعد من السهل اميركيا واوروبيا وتركيا وخليجيا (السعودية وقطر والامارات)، المراهنة على الدعاية والاعلام والمال والسلاح، من اجل تجاوز وعي المسلمين و العرب بالمخططات الجهنمية والفوضوية التي نفذها هذا التحالف الاستكباري. فقد كشفت العمليات العنفية المسلحة والجرائم المنظمة التي جاءت بها هذه المخططات ان الاستراتيجية الصهيوغربية، ابعد من التشدق بالشعارات البراقة والوعود المعسولة، لان العام الماضي 2012 قدم للامة ــ وبوضوح تام ــ احداثيات حلف الناتو على مستوى الشرق الاوسط والعالم الاسلامي، وان الدماء البريئة التي سالت والارواح التي ازهقت في العديد من دول المنطقة، شاهد حي على ان واشنطن والعواصم الاوروبية وتركيا والسعودية وقطر، لن تأتي بـ "الجنة الموعودة" الى العالم الاسلامي، والدليل على ذلك هي المفاعيل التدميرية والارهابية والتمزيقية التي شاعت فيه بفعل المشاريع الاستكبارية الهوجاء والتبعية الحمقاء للمتواطئين الاقليميين معها.
ولعل اكثر علامات الاستفهام التي ستواجه الولايات المتحدة واوروبا داخليا وخارجيا هو: ماذا الذي حققته استراتیجياتها الحربية والاقتصادية والاستخبارية عبر القارات سوى المزيد من المعاناة والالام والازمات الخانقة في العالم الغربي؟!!
الثابت حتى الان هو ان الحلف الغربي قد تكبد خسائر مادية ومعنوية فادحة جدا عام 2012 جراء تدخلاته المفضوحة في العراق وافغانستان والبحرين وسورية وليبيا ولبنان وفلسطين ومناطق اخرى من آسيا وافريقيا، ولا شك في ان هذه التدخلات حصدت الكثير من الموارد المالية والبشرية الاميركية والاوروبية، الامر الذي يعزز الاعتقاد بان جبهة الاستكبار العالمي باتت خائرة القوى بسبب ما لحق بها من هزائم مذلة ولاسيما على ايدي المقاومة الفلسطينية الباسلة بـ (غزة هاشم)، عندما دكت صواريخها المسددة العمق الصهيوني على مدى (8) ايام في تشرين الثاني 2012، الشيء الذي افزع "اسرائيل" الغاصبة وجعلها تستنجد بحلفائها الغربيين واعوانها الخليجيين وبـ "الشرعية الدولية" التي لا تعترف بها "تل ابيب" اساسا للخروج من هذا المأزق .
وقريبا من هذه المعطيات المادية الباعثة على الامل يمكن القول ــ وبكل ثقة ــ ان العام 2013 سيغير كافة التوازنات الاقليمية والدولية لفائدة (محور المقاومة والممانعة) الذي يمثل قوى الاستضعاف والمحرومية في المنطقة والعالم، فيما تشير جميع التكهنات والتنبؤات الى ان "المشاريع الاميركية ــ الاوروبية ــ الصهيونية"، لن تكون صاحبة اليد الطولى في تحديد مقدرات الامة الاسلامية والعربية وتقرير مصائر شعوبها التي خبرت الالاعيب الغربية والخليجية والتركية وشاهدت بام العين نتائجها الكارثية خلال السنوات الماضية.
*حمید حلمی زادة